الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 5 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تحتاجون إلى الصبر
لأنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد ( عب 10: 36 )
هذا هو وقت الانتظار والسهر والجهاد والألم، وكثير من الصعاب والتجارب تُحيط بكم، وعليكم أن تتعلموا كيف تصبرون. فعدم الصبر هو وليد الجهل، ولكنكم أنتم تعلمون لماذا ولمَن أنتم مُنتظرون. هو وليد الكبرياء، أما أنتم فمتعلمون من الوديع والمتواضع القلب. إن عدم الصبر ينتج من قلب يائس غير مؤمن، أما أنتم فتنالون الصبر والتعزية من المكتوب، وهكذا يظل الرجاء حيًا في قلوبكم. وعدم الصبر هو نتيجة الانتقاص من قيمة الوقت الحاضر وأهميته، ولكنكم أنتم تعلمون أنكم في الوقت الحاضر تنفذون مشيئة الله، وأن تدريبات إيمانكم الحاضرة وتجاربكم وآلامكم التي تقاسونها في الزمان إنما هي معيَّنة به، بذاك الذي يقدِّرها تمامًا ويكافئ عليها بحسب غناه في المجد. قد تبدو واجبات حياتنا الأرضية أحيانًا كثيرة مُملة وقليلة القيمة، ولكن كما يقوم الأولاد والتلاميذ المطيعون بمهام قد تبدو أحيانًا غير مشوّقة وغير هامة، مبرهنين بذلك على إيمانهم بوالديهم وأساتذتهم المحبوبين، كذلك يتذرع المسيحيون بالصبر والابتهاج في تتميم مشيئة سيدهم.

والرب يسوع طالما حدثنا عن إثمارنا بالصبر ( لو 8: 15 ) وعن اقتنائنا لنفوسنا بالصبر وسط التجارب العظيمة والآلام الطويلة، ومن عرشه السماوي يلاحظ ويمدح صبر ملاك كنيسة أفسس وثياتيرا ويقول لملاك كنيسة فيلادلفيا «لأنك حفظت كلمة صبري». والتلميذ المحبوب الذي يسمي نفسه «شريككم في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره»، يهتف مرتين في سفر الرؤيا قائلاً: «هنا صبر القديسين».

أما الرسول بولس فيقرن الصبر بالرجاء، وبالتعزية التي في الكتب، وبإله الصبر والتعزية، وبالوداعة والاحتمال، وبالضيق الذي ينشئ صبرًا. وفي رسالة يعقوب نرى الصبر كثمر امتحان الإيمان، ووسيلة من وسائل تكميل الأخلاق المسيحية، وصفة المؤمن المنتظر لمجيء المخلِّص، وأبرز صفة من صفات أيوب والأنبياء التي راحت مضربًا للأمثال ( رو 5: 3 ؛ 15: 4، 5؛ يع1، 5).

والواقع أن التسليم الهادئ، والمثابرة مع الصبر في عمل الخير وسط الصعاب والتجارب، إنما هو مشيئة الله من جهتنا وهي المشيئة التي بمقتضاها يسير المؤمنون في إثر سيدهم في تواضعه واحتماله.

أدولف سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net