الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 8 فبراير 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يُذلك ويُجرِّبك
سار بك الرب إلهك .. لكي يُذلك ويجرِّبك ليعرف ما في قلبك: أَ تحفظ وصاياه أم لا؟ فأذلك وأجاعك وأطعمك المنّ ( تث 8: 2 ، 3)
«أذلَّك وأجاعَك» .. ما أقسى هذه الكلمات! أَ يمكن لمَن تمتعوا بكل عناية الله الفائقة أن يُقال عنهم: «أذلك وأجاعَك»! نعم يمكن أن يحدث ذلك مع الوضع في الاعتبار المصدر الذي منه يأتي الإذلال. فهناك فارق كبير بين ما كان يُعانيه الشعب من ذُل أثناء وجودهم في أرض مصر من يد فرعون القاسي، وما يلاقونه من ذل من يد الله المُحب:

(1) إن إذلال فرعون هو ذل العبودية والقهر، أما ذاك الذي من يد الله فهو ذُل الأبوّة الحانية الصادرة من قلب مليء بالمحبة والعطف، والذي عبَّر عنه إرميا «فإنه ولو أحزنَ يرحم حسب كثرة مراحمه. لأنه لا يُذل من قلبه، ولا يُحزن بني الإنسان» ( مرا 3: 32 ، 33).

(2) إن غرض إذلال فرعون للشعب هو تحطيمهم وإفشالهم، أما غرض إذلال الرب فيختلف تمامًا «يُذلك .. لكي يُحسن إليك في آخرتك» ( تث 8: 16 ).

(3) إن إذلال فرعون لا حدود له، فلو أمكن لجعلهم في هذا الذل طوال حياتهم، حتى إنه ندم عندما أطلقهم من أرض مصر وأراد أن يُرجعهم مرة أخرى للعبودية والذل ( خر 14: 5 ). أما الرب فهو يُذل بحساب ولغرض معيَّن «يُذلك ويجرِّبك ليعرف ما في قلبك: أَ تحفظ وصاياه أم لا؟» ( تث 8: 2 ). فهناك هدف مُحدد في قصد الرب وهو يُذل شعبه، ولا يمكن أن يُطيل فترة الإذلال طالما استوعب شعبه الدرس الذي يريدهم أن يتعلموه.

(4) نتيجة إذلال فرعون هو الصراخ والأنين، حتى إن الرب قال عن شعبه: «إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر، وسمعت صراخهم من أجل مُسخِّريهم. إني علمت أوجاعهم» ( خر 3: 7 ). أما نتيجة إذلال الرب لشعبه هو التمتع بطعام ما أروعه وما أمجده، يقول عنه موسى: «أذلك وأجاعَك وأطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك» ( تث 8: 3 ). أَ كان يحلم الشعب بطعامٍ رائع مثل هذا؟

(5) إن الجائع ولا سيما نتيجة الإذلال يشتهي أي طعام يُقدَّم له، مهما كانت رداءته، لكن الرب في جوده وصلاحه ومحبته يقدم لشعبه وهم يجتازون تحت يديه التأديبية أفخر ما عنده «بُرّ السماء ... خُبز الملائكة» ( مز 78: 24 ، 25)، والذي عرفنا في نور العهد الجديد أنه يُشير إلى الرب يسوع ـ تبارك اسمه ـ الذي هو «خبز الله النازل من السماء» ( يو 6: 32 - 35، 49- 51).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net