الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 3 مارس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ملكة سَبَا والخصي الحبشي
وأعطى الملك سليمان لملكة سَبَا كل مُشتهاها الذي طلبت ( 1مل 10: 13 ) وذهب (الخصي الحبشي) في طريقه فرحًا ( أع 8: 39 )
الخصي الحبشي كان رجلاً عظيمًا وزيرًا لكنداكة ملكة الحبشة. ولعله قد اختبر من زمان طويل أن عظمة المركز ورهبة السلطان لم توصله إلى شبع القلب وراحة الضمير. ولربما كان ذلك الخصي من أصل يهودي عارفًا بشريعة آبائه، أو أنه ـ وهو الأرجح ـ حبشيٌ كما يقول الكتاب «رجلٌ حبشيٌ خصيٌ»، ترك الأصنام لعدم نفعها، واعترف باسم الرب إله إسرائيل. وفي طاعة إيمانه قام وذهب إلى أورشليم مدينة الأعياد والمواسم حيث تُقام شعائر عبادة إله إسرائيل. ذهب الخصي إلى هناك كساجد، ولكنه ترك أورشليم وفي قلبه شوق إلى شبع أفضل. لم يجد هناك اكتفاءً كاملاً. عاد إلى أرض الجنوب راجعًا إلى بيته جوعان وظمآن أيضًا، لا يزال يسأل ـ كما كانت ملكة سبا في أيامها تمامًا عندما تركت أرضها وذهبت إلى نفس المدينة أورشليم. والتباين هنا واضح. فأورشليم التي أشبعت قلب الملكة وأراحت ضميرها وروحها، لم تُشبع قلب الخصي ولم تُروِ جدوبته. ولماذا هذا؟ لماذا لم تصنع أورشليم بالخصي ما صنعته بملكة سبا؟ ذلك لأنه لم يرَ مجد الرب هناك كما رأته ملكة سبا في أيام سليمان. وأورشليم لم تَعُد بعد المدينة التي فيها يُرى ملك المجد في جماله ونوره حيث تنعكس صورته ويُحسّ بحضوره وجلاله. لم تكن أورشليم للخصي مثل ما كانت للملكة ”كجبل التجلي“. كان هناك التدين، لكن لم يكن هناك المسيح. كانت هناك طقوس وفرائض عبادة جسدية، لكن لم يكن فيها محضر مسيح الله. وهذا هو كل الفرق. وهذا هو السبب في عدم شبع الخصي. لكن طالب الرب لا بد أن يجد الامتلاء، وقلب الخصي لا بد أن يفيض بالفرح كما فاض قلب الملكة قديمًا من ذات النبع.

وفي البرية في طريق عودته من أورشليم إلى الحبشة، أُقتيد فيلبس خادم الرب يسوع وشاهده، بالروح القدس، ليلتقي به. ولا شك أن الرب كان يهيئ كل شيء ويبرز أمام قلب الخصي كلمات إشعياء53 بقوة تهز عواطفه وتوقظ مشاعره. ولكن الرب سرعان ما تداخل في الأمر ليملأ قلبه شبعًا، وكان لا بد أن تفيض ينابيع ماء حي في أرض الجدوب «ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشَّره بيسوع» ( أع 8: 39 )، أما الخصي «فذهب في طريقه فَرِحًا» (أع8: 39).

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net