الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 مارس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تخف
لا تخف يا دودة يعقوب يا شرذمة إسرائيل. أنا أُعينك يقول الرب، وفاديك قدوس إسرائيل ( إش 41: 14 )
يا له من وعد مشجع! ويا لها من كلمة حلوة تملأ صفحات الكتاب المقدس! لقد قيلت في مناسبات مختلفة، وعبر أزمنة مختلفة، وحملت معها تشجيعًا كبيرًا لأشخاص كثيرين، كان إبراهيم أول مَن تمتع بالوعد الإلهي ( تك 15: 1 )، ويوحنا الرسول سمعها أيضًا في جزيرة بطمس ( رؤ 1: 17 )، وبين إبراهيم ويوحنا فترة زمنية تزيد عن 2000 سنة، وخلال هذه السنين الطويلة تمتع بالوعد الكثير من أبناء الله، فالوعد الحلو شمل رجالاً مثل بولس ( أع 27: 24 )، ونساء مثل هاجر ( تك 21: 17 )، والمطوَّبة مريم ( لو 1: 30 ). قيلت لمجموعة التلاميذ ( مت 14: 27 )، ونحن الآن نتناول واحدًا من هذه الوعود جاء في إشعياء41: 14.

أولاً: على المستوى الفردي لاحظ القول «لا تخف يا دودة يعقوب». فالدودة تُشير للمؤمن في ضعفه وهشاشته، فهي غاية في الضعف ويمكن سحقها بسهولة. ويعقوب له تاريخ مليء بالتقصير والخداع. ففي «دودة يعقوب» كثيرًا ما نرى أنفسنا من حيث ضعفنا وقلة حيلتنا من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم أمانتنا ورداءتنا. والرب يعلم حقيقتنا: فمن جهة يعلم هشاشتنا «لأنه يعلم جبلتنا. يذكر أننا ترابٌ نحن» ( مز 103: 14 )؛ ويعلم أيضًا رداءتنا وتقصيرنا، فهو فاحص القلوب ومُختبر الكُلى ( مز 7: 9 ). ولذا يعرف أننا أحوج ما نكون لتشجعيه، فيطمئننا بقوله لا تخف.

ثانيًا: على المستوى الجماعي يقول الرب «لا تخف ... يا شرذمة إسرائيل». لاحظ روعة الكتاب، فهو ينسب الدودة ليعقوب والشرذمة بإسرائيل، وليس العكس، فمن غير المناسب أن تُربط الدودة بإسرائيل. كلمة شرذمة تعني ”عدد قليل“ فإذ ننظر لأنفسنا كعدد قليل من الحملان، ونرى في مواجهتنا عدد هائل من الذئاب، كثيرًا ما يعترينا الخوف. لكن ما أحلى الوعد المطمئن عندئذٍ «لا تخف ... يا شرذمة إسرائيل»، وأيضًا «لا تخف أيها القطيع الصغير» ( لو 12: 32 ).

عزيزي .. إن كانت أسباب الخوف متوفرة فينا، فحيثيات الطمأنينة موجودة في إلهنا المعبود الذي قال: «لا تخف ... أنا أُعينك يقول الرب، وفاديك قدوس إسرائيل»، ألا يكفينا شخصه؟ بلى، يكفينا جدًا، أنه هو نفسه مُعيننا، فمن حقنا أن نقول: «الرب معينٌ لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسانٌ؟» ( عب 13: 6 ).

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net