الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 إبريل 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعال واشرب
أيها العطاش جميعًا هلُموا إلى المياه، والذي ليس له فضة تعالوا اشتروا وكُلُوا. هلُموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرًا ولبنًا ( إش 55: 1 )
إذا أتيت وشربت من هذا الينبوع، كما يقول المسيح، فإنك لن تعطش مرة أخرى. لقد وعد بأن يطفئ ظمأك. يقول: «إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب» ( يو 7: 37 ).

إني أشكر الله من أجل هذه الكلمات «إن عطش أحدٌ»، فهي ليست موجهة إلى جماعة معينة، ولا إلى الناس المحترمين، بل إلى الجميع. إن كل سكير وزانِ ولص ومعتد بذاته ومُلحد، الكل يدخلون ضمن كلمة «أحدٌ».

«إن عطشَ أحدٌ» .. ما أعظم تعطش هذه الدنيا لشيء مُشبع. ما الذي يملأ أماكن اللهو من مسارح وصالات للرقص والموسيقى ليلاً ونهارًا؟ ألا يملؤها الناس الذين يشعرون بالافتقار إلى شيء ليس لديهم. إن اللحظة التي فيها يعطي الإنسان ظهره لله يشعر بالعطش الشديد، وهذا العطش لا يهدأ حتى يرجع إلى «ينبوع المياه الحية». إن مَن يطلب الارتواء من مسرات العالم ينطبق عليه قول إرميا النبي بأنه قد ترك ينبوع المياه الحية لينقر لنفسه آبارًا «آبارًا مُشققة لا تضبط ماءً» ( إر 2: 13 ). يوجد عطش لا تستطيع هذه الدنيا أن تُطفئه على الإطلاق. كلما شربنا من مسرات العالم كلما ازددنا ظمأ. نطلب المزيد والمزيد من هذه المسرات، ولكن مهما أكثرنا من الشرب فإننا لا نشعر بالارتواء على الإطلاق، ولكن يوجد ينبوع مفتوح لا ينضب، ليتنا نسير نحوه ونشرب فنحيا.

هل أنت عطشان أيها القارئ؟ تعال واشرب من الينبوع الذي فُتح من جنب المسيح. عطشك يزول ولا تعود أيضًا تعطش فيما بعد. إن الماء الذي تشربه يصير «ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية» ( يو 4: 12 ). إن الماء يرتفع إلى مستواه الأصلي، ولأن هذا الماء قد نزل من عرش الله، لذلك فهو يحملنا إلى حضرة الله.

تعالوا أيها العطاش، انحنوا واشربوا واحيوا، الله يدعوكم فتعالوا. إن نهر نعمة الله المجانية لا يجف، لا يزال فائضًا الآن مع أن كل المؤمنين من ستة آلاف سنة قد شربوا منه. فهابيل وأخنوخ ونوح وإبراهيم وموسى وإيليا والرسل وباقي المؤمنين، الجميع شربوا منه وهم الآن في السماء حيث يرتوون في حضرة المسيح «لن يجوعوا ولن يعطشوا بعد». فتعال الآن أيها القارئ العزيز واشرب من نهر نعمة الله فتجد راحة أبدية وارتواءً أبديًا.

تيم هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net