الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 مايو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اسمه يسوع
اسمه يسوع، لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم ( مت 1: 21 )
عندما أعلن الملاك القول: «لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم» كان يتطلع إلى الأمام أو على الأقل كانت هذه وجهة نظر الروح فيما يتعلَّق بأزمنة ما بعد الصليب. فإن شعب الله ما كان ليخلص، كما شهد الأنبياء، بدون التوبة وفاعلية الكفارة. فسمعان البار عندما أُتيح له امتياز أخذْ الرب على ذراعيه، تنبأ أيضًا في وضوح تام أن مجد شعب يهوه سوف يكمل بعد رفض الطفل المقدس عند تقديمه للشعب ( لو 2: 25 - 35). فإن آلام المسيح ينبغي أن تسبق أمجاده، حتى كما قال هو لتلميذي عمواس: «أَمَا كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟» ( لو 24: 26 ). كان هذا الواقع هو الذي محَّص قلوب البشر مُظهرًا ما فيها من عداء مُستحكَم. فلو أُتيح لهم أن يأخذوا المسيح بالقوة وينصِّبوه ملكًا عليهم، ولو أنه جعل من نفسه قائدًا لهم، وسار في مقدمتهم ليخلِّصهم من صولة أعدائهم، لرحَّبوا به كالمسيا المُنتظَر، حتى وإن كانوا لا بد أن يشقوا عليه عصا الطاعة بعد ذلك مباشرة. ولكنه وهو الذي جاء كـ «يهوه» المخلِّص ينبغي أولاً أن يُصلح الفجوة التي أوجدتها خطايا شعبه بينهم وبين إلههم، ولذلك فإنه باشر بنفسه قضيتهم وحمل مسؤوليتهم، وكمَن قام مقامهم صاح: «يا الله أنت عرفت حماقتي، وذنوبي عنك لم تَخفَ» ( مز 69: 5 ). أيها الرب المبارك، نحن لا نستطيع أن نسبر غور أحزانك وآلامك، ولكننا نستطيع أن نشكرك لأنك جعلت خطايا شعبك خطاياك، وأبعدتها عنهم إلى الأبد.

ومع ذلك، أيها القارئ العزيز، في حين أن هذا الوعد يشير مبدئيًا إلى شعب الله، إلا أنه ينبغي أن لا ننسى أن نفس هذا العمل المجيد الذي هو أساس مغفرة خطاياهم، هو سبيلنا الوحيد لمغفرة خطايانا كذلك، وعن طريق زلَّتهم أُتيح الخلاص للأمم، ومن ثم استطاع الرسول أن يكتب إلى الكورنثيين «أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» ( 1كو 15: 3 ، 4).

يجدر بنا إذًا، أن نشكر الله دائمًا من أجل نعمته العجيبة؛ النعمة التي انتهزت فرصة رفض خاصته وعدم إيمانهم لتعلن كل مشوراته المتعلقة بأولئك الذين سيكونون وَرَثة الله ووارثين مع المسيح، وجدير بنا كذلك أن تفيض قلوبنا شكرًا وامتنانًا عند ذكر اسم يسوع، لأنه هو الذي حقق وضمن لنا كل شيء.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net