الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 مايو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سير وسلوك
لأن كثيرين يسيرون ... وهم أعداء صليب المسيح ... فإن سيرتنا نحن هي في السماوات ( في 3: 18 - 20)
نحن أمام فريقين: مَنْ يسيرون معتمدين على برهم الذاتي، وهم أعداء لصليب المسيح الذي يضع نهاية للإنسان وبره، كما يضع حدًا فاصلاً بين المؤمن والعالم ( غل 6: 14 ). وهذا الفريق الأول نهايتهم الهلاك، إذ يفتكرون في الأرضيات حيث كل آمالهم وطموحاتهم.

أما الفريق الثاني، ويضم بولس نفسه معهم، فإن سيرتهم في السماوات حيث مآلهم الأبدي ووطنهم الحقيقي، ومنها ينتظرون خلاصهم بل مُخلِّصهم، الذي سيغيِّر شكل جسد تواضعهم ليكون على صورة جسد مجده.

فيا لها من مفارقة بين الفريقين! ونذكر هنا شريعة أعطاها الرب لبني إسرائيل في أجيالهم، أن يجعلوا على أهداب ذيل ثيابهم عصابة من أسمانجوني، حتى لا يزيغوا وراء قلوبهم وأعينهم كلما نظروا إليها ( عد 15: 37 - 41). وفي هذا مغزى أدبي لتعليمنا؛ فكلما انخفضت رؤوسنا لأسفل، وتعلَّقت قلوبنا بالعالم، علينا أن نذكر سريعًا مقامنا السماوي وجنسيتنا السماوية، كما قال الرب: «ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم» (يو17)، فحالاً تتحول أنظارنا للسماء.

«فإن كنتم قد قُمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض» ( كو 3: 1 ، 2)، فلنحذر من محبة العالم والأشياء التي فيه: شهوة الجسد، شهوة العيون، تعظم المعيشة ( 1يو 2: 16 )، فنأبى كل ما يقدمه لنا، متمثلين بيوسف وأليشع وموسى، وقد قيل عن كل منهم أنه «أبى» إزاء شهوات العالم. ولا ننسى أن «العالم يمضي وشهوته» ( 1يو 2: 17 )، وهيئته تزول ( 1كو 7: 31 )، ولنتوقع مجيء الرب لأجل الخلاص النهائي الذي هو غاية إيماننا، حيث نُخطف جميعًا في السُحب لمُلاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب ( 1تس 4: 16 ).

تمضي الحياةُ وشهوتُها أما أنا فأمامـي السَّما
كالعُشبِ تَسقُطُ زَهرتُها سارَ هُنا سأسيرُ أنا
غايتـي المسيـح غايتـي المسيـح

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net