الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 مايو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إنسانٌ به روحٌ نجسٌ!
ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسانٌ به روحٌ نجس، كان مسكنه في القبور، ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل ( مر 5: 2 ، 3)
في حادثة الإنسان الذي به روح نجس، نرى صورة حية لتعاسة الإنسان تحت سلطان إبليس. نجد إنسانًا «كان مسكنه في القبور» وهذا يذكّرنا دائمًا بأن الموت يُخيِّم بظله على هذا العالم الذي نعيش فيه. فكل قوة إبليس موجهة لكي تقود الناس إلى الموت «السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويُهلك» ( يو 10: 10 ). فهو يبذل كل اجتهاد لكي يسرق منا كل بركة روحية ولكي يقتل الجسد ويُهلك النفس ( مر 5: 1 - 5).

ثانيًا: تُرينا هذه الحادثة عجز الإنسان الكامل عن أن يخلِّص نفسه أو الآخرين من قوة إبليس. فلقد فشلت كل المحاولات التي بُذلت لترويض هذا الرجل المسكين. وهكذا في يومنا الحاضر فشلت كل القوانين الأرضية في الحد من الشر والعنف والفساد المتفشي في العالم.

ثالثًا: نتعلم من هذه الحادثة أنه بالرغم من عجزنا وفسادنا التام، إلا أننا نجد في شخص المسيح النعمة والقوة القادرة على أن تخلِّصنا من سلطان إبليس. لقد كان الروح النجس متمكنًا من ذلك الرجل المسكين، فكان جسده مسكنًا وأداة للشيطان يعمل ويتكلم من خلاله. ولكن الشياطين كان لا بد لها أن تنحني في حضرة ذاك الذي يعرفون تمامًا أنه ابن الله، والذي يملك كل السلطان لأن يُحدر بهم إلى الهلاك الذي يستحقونه. قد يجهل الناس مجد وسلطان المسيح، ولكن الشياطين تعرفه، وإذ عرفوا أنهم لا بد أن يخرجوا بكلمة المسيح، طلبوا منه أن يرسلهم إلى الخنازير، فأذِنَ لهم، وفي الحال ظهرت القوة المدمرة التي لهذه الأرواح. وهكذا اندفع القطيع للتو من على الجرف إلى البحر وهلك ( مر 5: 6 - 11).

رابعًا: نتعلم من هذه الحادثة أنه بالرغم من أن قوة الشيطان مُذلة للبشر، إلا أن وجود الله لم يكن مُحتملاً بالنسبة لهم، مع أنه كان بينهم وعنده كل القوة والنعمة والرغبة في أن يخلِّص ( مر 5: 14 ).

وإذ خرج أهل المدينة «ليروا ما جرى» واجهوا في الحال دلائل نعمة المسيح وقوته إذ نظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون «جالسًا ولابسًا وعاقلاً»؛ صورة جميلة للنفس التي تحررت من سلطان إبليس وأتت لتستريح عند قدمي المسيح، ليست في حالة العري الذي يوجب الدينونة، ولكن لابسة ومتبررة أمام الله، مكتسية بالمسيح كبرّها، وفي حالة التعبد، بعد أن تصالحت مع الله، وانتفى كل أثر للعداوة. هل تمتعت، عزيزي القارئ، بهذا الخلاص العظيم؟

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net