الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 يونيو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا المرض؟
هوذا للسلامة قد تحولت لي المرارة، وأنت تعلقت بنفسي من وهدة الهلاك، فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي ( إش 38: 17 )
هذه الآية هي جزء من تسبيحة الملك التقي حزقيا، بعد أن شفاه الله من مرض فتَّاك كاد أن يُنهي حياته بالموت. والمرض في الوحي المقدس، غالبًا إما بسبب الخطية أو رمز لها. والمريض يحتاج إلى الشفاء، والله هو الشافي، والخاطئ يحتاج إلى الغفران، والمسيح هو الغافر. وفي الكثير من معجزات الشفاء التي أجراها المسيح كان يمنح الغفران والشفاء معًا، وذلك لأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد.

«هوذا للسلامة قد تحولت لي المرارة» .. أي هوذا مرارتي تحولت إلى سلام، و”المرارة“ دليل على الحزن المُفرط، ولا شك أن المرض مُذِل ويسبب الشعور بالمرارة في حاسة التذوق وأيضًا في المشاعر. والله الذي يسمح بالمرض لا يقصد به الضرر بل الخير، لأنه يحب الإنسان. «يا سيد هوذا الذي تحبه مريض»، وهنا يبرز سؤال هام: لماذا المرض؟

المرض رسالة من الله للإنسان، ليُذكّره بخطاياه التي سببت المرض، ويذكِّره بمدى ضعفه، وأن كل ادعاء بالقوة إنما هو غرورٌ باطلٌ وكبرياء. وحتى لا ينسى الله الذي أعطاه الحياة ويمنحه الشفاء. ولذلك يا عزيزي لا تسمح لنفسك أن يكون مرضك الذي سمح لك به الرب مُبررًا للتذمر، بل للاعتراف بالخطية والتوبة، ليس مُبررًا للشك، بل فرصة لزيادة الإيمان وطلب الشفاء، ليس استحقاقًا بل رحمةً ومنحةً من الله، فيكون لك اختبار رائع بسببه تُسبِّح الله وتشهد للآخرين قائلاً: «باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حَسَناته. الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك».

«وأنت تعلقت بنفسي من وهدَةِ الهلاك». أو ”وأنت أحببت نفسي ونجيتها من هوة الهلاك“. يا لروعة الإعلان الإلهي وجماله! إذ الدافع وراء إنقاذي هو محبة الله لنفسي، وذلك لأن طبيعته هي المحبة، ولأن نفسي ثمينة في عينيه «إذ صرت عزيزًا في عينيَّ مُكرمًا، وأنا قد أحببتك» ( إش 43: 4 ).

«فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي» ـ أي أن الله لم يكتفِ بإنقاذه من المرض، بل خلَّصه من السبب، وهو الخطية، فمنحه الغفران.

عزيزي .. إن عمل الله المحب يتصف دائمًا بالكمال، هو يشفي المرض ويغفر الذنب، ألا تشتاق أن تختبر هذا في حياتك الآن، إلجأ إليه بالإيمان.

نبيل عجيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net