الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 24 يونيو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا يعوزني شيء (3)
الرب راعيَّ فلا يعوزني شيءٌ .. إنما خيرٌ ورحمةٌ يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكنُ في بيت الرب إلى مدى الأيام ( مز 23: 1 - 6)
تأملنا في الأسبوعين الماضيين في كون المؤمن يستطيع بثقة أن يصرِّح بالقول: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء»، ونواصل اليوم المزيد من التأملات، فنقول:

(8) لا يعوزني لا فرح ولا بهجة لأنك «مسحتَ بالدُّهن رأسي. كأسي ريًّا». يقف الراعي في نهاية اليوم على باب حظيرة خرافه، رافعًا عصاه، فاحصًا كل خروف يدخل تلك الحظيرة. وكل حظيرة إنما هي عبارة عن مربع واسع من الأرض مُحاط بحوائط ليست مرتفعة، وبها باب واحد فقط، وهناك يقضي الراعي ليله في حراسة غنمه، ومن هذا نفهم القول الوارد في يوحنا10: 9 «أنا هو الباب. إن دخل بي أحدٌ فيخلُص ويدخل ويخرج ويجد مرعى». ويملأ الراعي قرنًا من الزيت النقي، زيت الزيتون المنعش، ويأتي بذلك الخروف الذي جرحت ركبته صخرة من الصخور أو تسلَّخ جلده من أشواك الطريق، ويدهن رأس ذلك الخروف المُتعب المسكين. وأي عطف وأية رحمة وشفقة تلك التي نجدها في راعينا الصالح في تقديمه وسائل العلاج والشفاء لنفوسنا، مُعطيًا إيانا «دُهن فرحٍ عوضًا عن النَّوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة» ( إش 61: 3 ) حتى نستطيع بذلك أن نمجده في حياتنا.

(9) لا يعوزني أي شيء في هذه الحياة لأن «خيرًا ورحمةً يتبعانني كل أيام حياتي»، عندما ينتهي النهار وينقضي اليوم وتذهب الغنم إلى موضع راحتها في الحظيرة لكي تنام وتستريح. يا لها من صورة جميلة مُشاهدة في هذا المنظر الحلو وهي صورة القناعة الكاملة التي يتمثل فيها الهدوء والراحة. ونحن ما دمنا قد اختبرنا جليًا شفقة وطيبة ذلك الراعي الصالح فنحن واثقون في عنايته ومحبته، وأن خلاصه ورحمته لا يمكن أن يفارقانا إلى أن يُدخلنا معه في مجده.

(10) لا يُعوزني أي شيء هناك في الأبدية حيث «أسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام». نشعر أن فضل هذه الإحسانات يملأ قلوبنا، كما أننا نشعر أنه في نور هذه الأفكار الثمينة نستريح حقًا. إن نفوسنا تحيا وتنتعش بقوة ذلك الرجاء الحي وتلك الحقيقة المؤكدة وهي أن السيد ـ له المجد ـ ذهب إلى بيت الآب ليعدّ لنا مكانًا فيه، وسيأتي ثانيةً ويأخذنا معه حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا، ونظل معه طوال الأبدية.

هـ . ك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net