الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 يونيو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حصار السامرة
وإن جنديًا .. قال: هوذا الرب يصنع كوى في السماء! هل يكون هذا الأمر؟ فقال: إنك ترى بعينيك، ولكن لا تأكل منه ( 2مل 7: 2 )
مما نتعلمه من حصار السامرة لدينا كلمة إلى المعاندين، وأخرى إلى المترددين، وثالثة إلى المؤمنين:

أما المعاندون الذين لا يريدون أن يؤمنوا بعمل المسيح فليتعظوا بحادثة ذلك الجندي الذي سمع كلمات أليشع ولم يصدقها، بل سَخَر منها. لقد كان ذلك الجندي قريبًا جدًا من أليشع، وعارفًا بمقامه ونسبته، وسامعًا لأقواله، ولكنه لم يقبل ولم يصدِّق، فكان نصيبه أنه يرى بعينيه ولكنه لا يأكل منه، إذ يقول الكتاب: «داسه الشعب في الباب فماتَ» (ع20). وكم من المسيحيين لهم أسماء تشهد بأنهم مسيحيون، بل وأكثر من ذلك يسمعون الكلمة كل يوم، وربما يعاشرون المؤمنين، ولكنهم لا يؤمنون. فماذا يكون نصيبهم إلا البحيرة المتقدة بالنار والكبريت؟ إنهم يُشبهون الملح الفاسد الذي لا يصلُح لشيء إلا أن يُطرح خارجًا ويُداس من الناس، وسوف يسمعون تلك الكلمة الهائلة المرعبة من فم السيد: «أما أعدائي، أولئك الذين لم يُريدوا أن أملك عليهم، فأتُوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي» ( لو 19: 27 ).

أما المترددون في قبول الإيمان الذين يُشبهون أحد عبيد ذلك الملك الذي شك في صحة رواية البُرص، فأشار على الملك قائلاً: «نُرسل ونرى» (ع13). أولئك الذين لا يؤمنون من المواعظ التي تُلقى عليهم، بل يريدون أن يختبروا المسيحية وهم خارجها. أولئك الذين يقولون بلسان حالهم «نرسل ونرى»، فإن يسوع المسيح يقول لكل واحد منهم: «تعال وانظر». إنكم أيها المترددون لا تستطيعون أن تتمتعوا بالمسيحية وأنتم خارجها، لأن المسيحية ليست شيئًا نظريًا، ولكنها عملية محضة، فلن تتمتعوا بها حتى تختبروها، حتى تدخلوا فيها وتصلوا إلى أعماقها وتجوبوا في أطرافها. فتعالوا وانظروا كم في المسيح من صفات وكم في المسيحية من لذّات.

ويا أيها المؤمنون غير العاملين، أَ لم يأتِ الوقت الذي فيه تقولون: «لسنا عاملين حسنًا. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون» (ع9). وهلا تخافون أن تنتظروا إلى ضوء الصباح ومجيء الرب، حينما يصادفكم الشر، إذ تسمعون صوت المسيح قائلاً لكم: ”لستم عاملين حسنًا، ولستم أُمناء على الوكالة، ولستم مستحقين أكاليل“. أَ ليس الأفضل أيها الأحباء أن نحكم على أنفسنا الآن قبل أن يُحكم علينا.

أزوالد سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net