الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 31 يوليو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الترْك الرهيب فوق الصليب
ولما كانت الساعة السادسة، كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة. وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوتٍ عظيم قائلاً: .. إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ ( مر 15: 33 ، 34)
إننا من خلف حجاب تلك الظلمة التي غطت مشهد الجلجثة لمدة ثلاث ساعات في منتصف النهار نرى سيدنا كذبيحة الخطية، يتألم الآلام الكفارية. نراه يحمل حِمل خطايانا الثقيل عندما وضع الرب عليه إثم جميعنا. نراه وقد جعله الله خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه. نراه يحتمل حُمو غضب الله الديان العادل ضد الإنسان الشرير. نراه يدفع هو أجرة الإثم الذي فعلته أيدينا، لظى ولهيبًا، وهو ـ بصفته الضامن ـ يدفع الغرم الذي كان علينا نحن أن ندفعه، يوم قال للعدل الإلهي ”احسب خطاياهم عليَّ، أنا أوفي“. ثم نجده بذلك يمحو بدمائه الصك الذي كان علينا، ويزيل بصليبه اللعنة التي كانت تهددنا، ويهدم بموته حائط السياج المتوسط الذي كان يفصل الإنسان عن أخيه، وبجسده يفتتح الطريق الحديث إلى محضر الله، وفي قبره يدفن خطايانا ويتركها هناك إلى الأبد. وفي كل ذلك نراه هناك منهمكًا في أعنف صراع، ويسجِّل أروع انتصار به مجَّد الله، وقهر الشيطان، وخلَّص الإنسان!

إن الله في ثلاث ساعات الظلمة ترك الرب يسوع على الصليب. وإذا سألتني لماذا؟ فإن التفسير البسيط والمباشر هو أن المسيح أخذ مكاننا في الجلجثة. إلى حيث أوصلت الخطية الإنسان، إلى ذات المكان أوصلت النعمة المخلِّص. لقد دخل المسيح الظلمة ليكون لي أنا النور، وشرب كأس الأهوال لأشرب أنا كأس الهَنَا، وتُرِك هو ليمكنه أن يقول لي في محبة عجيبة «لا أهملك، ولا أتركك»، وليكون لي الشركة الأبدية معه في بيت الآب.

وعلى طريق الجلجثة ظهرتْ جموعُ الزاحفينْ
والربُّ يحملُ حِملهُ ويرى الشبابَ الساخرينْ
الحِملُ ليس بِحملِه الحِملُ حِملُ المجرمينْ
والمريماتُ هَمَسنَ في نَغَمٍ يقطعهُ الأنينْ:

لِمَ كان ذاك؟

كان ذاكَ لأن ذاكَ هو الطريقُ وليس غيرهْ

هو الطريقُ إلى خلاصِ الخاطئ من ويلات شرِهْ

يشربْ هوَ كأس العذاب نيابةً، يشربها مُرّهْ

ويذوق عنا الموتَ، بل ويقاسي جَمرَهْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net