الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 يوليو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعقلوا واصحوا للصلوات
ولكن قبل كل شيء، لتكن محبتكم بعضكم لبعضٍ شديدة، لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا. كونوا مُضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة ( 1بط 4: 8 ، 9) «وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت، فتعقَّلوا واصحوا للصلوات» ( 1بط 4: 7 )
يلخِّص الرسول في هذا العدد الاتجاه المسيحي للعالم الذي نجتاز فيه. إنه عالم الفجور والتمرد حيث يفعل الناس إرادتهم الذاتية، وينغمسون في ملذَّاتهم، ويتكلمون بالشر على المسيحي الذي يتألم لأجل البر، ويتألم صابرًا، ويتألم في الجسد عوضًا أن يستسلم للخطية. ففي مشهد عالم شرير، وفي مشهد الآلام الواقعة لا بد للمؤمن المسيحي أن يتذكَّر أن نهاية كل شيء قد اقتربت. والنهاية تعني الدينونة على غير المخلَّصين وبركة المؤمن المسيحي، ويتطلب ذلك التعقل والصحو للصلوات؛ التعقل بالنظر إلى النهاية التي تقود إليها الأمور الحادثة، والصحو لكل ما يحيط بنا، والصلاة من حيث العلاقة مع الله.

وإذا كانت الشهوة هي العلامة البارزة لدائرة العالم ( 1بط 4: 2 )، فإن المحبة هي أبرز علامة للشركة المسيحية (ع8). وهناك صفات أخرى تلمع في هذه الدائرة، ولكن الصفة التي تتوج الصفات الأخرى هي المحبة، وبدونها يصبح كل شيء آخر باطلاً. ولذلك يقول الرسول: «ولكن قبل كل شيء (أو فوق كل شيء)، لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة» (ع8). وللمرة الثالثة في رسالته الأولى يؤكد الرسول على المحبة كالصفة البارزة في الشركة المسيحية ( 1بط 1: 22 ؛ 3: 8؛ 4: 8).

ولا يمكن للمحبة ألاّ تبالي بالخطية، ولكن لا يعني ذلك أن المحبة تستعرض بالضرورة الخطايا أو تنشغل كثيرًا بفضائح الآخرين وفشلهم. فالمحبة تتعامل مع الخطايا بشكلٍ خاص، على قدر الإمكان، دون الحاجة أن يكون التعامل جهارًا وعلى الملأ. وعندما يتم التعامل مع الخطية ويُحكم عليها، فإن من دواعي المحبة ألاّ نتكلم عنها أو ننشرها. فالمحبة لا تؤذي أو تدفع بالضرر، ولا تقود الناس أن يصبحوا فضوليين. والمحبة تغطي وتستر كثرة من الخطايا، كما يقول الحكيم: «البغضة تهيِّج خُصومات، والمحبة تستر كل الذنوب» ( أم 10: 12 ).

وبالإضافة إلى ذلك، ففي الدائرة التي لا نُعد فيها غرباء بعضنا عن بعض، بل مترابطين معًا برُبط المسيح، فإن المحبة تُسرّ بخدمة الضيافة، كلما سَنحَت الفرصة إلى ذلك. وحيث تسود المحبة بشدة عندئذٍ تصبح الضيافة بلا دمدمة (ع9).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net