الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 11 أغسطس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هامان الرديء
فصلبوا هامان على الخشبة التي أعدَّها لمردخاي ( أس 7: 10 )
إن كان الله يبدأ بالضعيف ويصنع منه شيئًا عظيمًا ورائعًا مثلما فعل مع أستير كما رأينا في الأسبوع الماضي، فإن الإنسان يبدأ بالمجد والعظمة وينحدر ويصل إلى لا شيء. طريق الإنسان هو طريق الانحدار والدمار.

في برج بابل نرى هذا الأمر بوضوح، فقد تحركوا بعظمة وداعبتهم الكبرياء ليتصوَّروا أنهم قادرون على الوصول للسماء من خلال البرج الذي فكروا في بنائه، وانتهى بهم الأمر إلى لا شيء، وليس إلى لا شيء فقط بل إلى مصيبة كبيرة تتمثل فى بلبلة الألسنة.

أيضًا نبوخذنصر، داعبته أفكاره فتصوَّر عظمته، وتخيَّل أن ما هو فيه صنعه لنفسه بقوته واقتداره، والنتيجة أن عقله تغير وطُرد من مكانه وصارت سُكناه مع البهائم وابتل جسمه بندى السماء وأكل العشب كالثيران (دا4).

وهذا الطريق هو ذات طريق الشيطان؛ فقد بدأ فى نقطة عالية وسينتهى به الأمر إلى الهلاك والقضاء النهائي بطرحه في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت في النهاية. بدأ الشيطان من جبل الاجتماع (حز28)، وسينتهي به الأمر إلى بحيرة النار؛ إلى أخفض نقطة، بل إلى مكان القضاء والدينونة المريعة.

فى سفر أستير نجد هذا الطريق بوضوح فى هامان. وإذا تصوَّرنا كل ما كان عليه هامان من عظمة، وتخيلنا أنه في النهاية سيموت معلقًا على صليب، سنقول إن هذا أمر مستحيل، ولكن هذا ما حدث فعلاً.

لقد توفرت لهامان إمكانيات كثيرة أهمها أنه كان له يد الملك، فكل ما يستطيع الملك أن يفعله يستطيع هامان أن يصنعه أيضًا، وكان له أُذن الملك، فكان الملك يستمع إلى مشورته بل وينفذها، حتى إنه أقنعه بإبادة اليهود، وفى الوقت ذاته دفع ليده عشرة ألاف من الفضة حتى يتمم هذا الأمر ووافقه أحشويروش على هذا. أخيرًا كان له خاتم الملك، لقد أعطاه الملك خاتمه ليختم أمر إهلاك اليهود، ولكن يا له من أمر عجيب فذاك الذى له يد المَلك وأذنه وخاتمه قد رفضه الملك وقام بصلبه على الصليب الذى كان قد أعدَّه هو بنفسه لمردخاى!

هذا هو طريق الإنسان الذى يصل ليكون كل شيء ثم يؤول به الأمر إلى لا شيء. ويا للعجب!

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net