الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 أغسطس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
البُرص يُشبَعون
وكان أربعة رجالٍ بُرص عند مدخل الباب، فقال أحدهم لصاحبه: لماذا نحن جالسون هنا حتى نموت؟ ( 2مل 7: 3 )
تُشبه حالة بني إسرائيل وهم جياع إلى الخبز، حالة الأشخاص البعيدين عن الله وهم جياع إلى البر. وكما كان بنو إسرائيل في خطر الهلاك والموت الجسدي، فأولئك البعيدون المائتون بالذنوب والخطايا في خطر الهلاك الأبدي والدينونة المُريعة والأبدية المُخيفة التي تُقضى حيث الدود لا يموت والنار لا تُطفأ أبدًا.

وكما وقف أليشع النبي يتنبا عن مجيء ذلك اليوم المُفرح، وهو الغد عندما تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة، هكذا تنبأ الأنبياء العديدون في العهد القديم عن يوم أسعد وأهنأ، عندما يولد لهم ولدٌ، ويُعطون ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعَى اسمه عجيبًا مُشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام.

وكما تحققت نبوة أليشع فأتى ذلك اليوم الذي عمَّ فيه الشبع والرخاء خارج السامرة وداخلها، فصار فرح عظيم للشعب، هكذا تحققت نبوات الأنبياء، ففرحت السماء والأرض بولادة يسوع الذي يخلِّص شعبه اليهود وشعوب الأمم من خطاياهم؛ يسوع الذي هو خبز الحياة وماؤها، فمَن يأكل منه لا يجوع، ومَن يشرب منه لا يعطش أبدًا، هو المَن النازل من السماء الذي مَن يأكله يحيا به. فطوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون.

وكان في ذلك الحين أربعة رجال بُرص عند مدخل الباب، فقال أحدهم لصاحبه: لماذا نحن جالسون هنا حتى نموت، وإذا قلنا ندخل المدينة فالجوع في المدينة، فنموت فيها، وإذا جلسنا هنا نموت. ثم قاموا ونزلوا إلى المحلة، وكان ذلك في العشاء، فلم يجدوا في محلة الأراميين أحدًا، فأكلوا وشربوا واغتنوا وأُنقذوا من الهلاك.

ونجد في الأربعة البُرصْ إشارة إلى جماعة الخطاة المُصابين ببرص الخطية، ونرى فيهم صورة الخطاة الذين شعروا بحالتهم، وأحسوا بالخطر المُحدِق بهم، فأخذوا يتحركون ويتلمسون طريق الخلاص. وكما لم يجد البرُصْ الخلاص في التجائهم إلى داخل المدينة، لأن في الداخل جوعًا منتشرًا، ولا في بقائهم على حالتهم لأن في البقاء خطرًا، هكذا الخاطئ الذي تفعل فيه نعمة الله، لا يستطيع البقاء على حالته لخطورتها، ولا يجد فائدة في الالتجاء إلى الوسائل الأدبية والمجهودات العقلية، والإرشادات الأخلاقية، لأنها بلا جدوى. فليس هناك إلا طريق واحد لا ثانِ لها هي الصليب. لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة.

أزوالد سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net