الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 أغسطس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صوت الله متكلمًا في الكلمة
خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك ( مز 119: 11 )
من المهم أن نلاحظ بتدقيق اتزان حالتنا الروحية قبل أن نتقدم إلى دراسة الكتاب المقدس. يجب أن تنحني قلوبنا بخشوع وأن نخلع نعالنا من أقدامنا، وأن نطهِّر أنفسنا من كل دنس الجسد والروح شاعرين بحضور الله، وأن تكون لنا روح الخضوع والطاعة ببساطة الأطفال ـ تلك الروح التي تصغي بإنصات وارتعاد إلى نبرات صوت الله وتقول مع صموئيل: «تكلم، لأن عبدك سامع».

إن الأشخاص الأكثر تعبدًا وتكريسًا هم الذين يقدروا أن يفهموا الحياة الداخلية، والجهاد الروحي، والمخاوف، والآمال، والانتصارات، والسقطات التي تملأ صفحات الكتاب المقدس.

وكما يتسع الأفق أمام نظر الشخص الذي يتسلق الجبل، هكذا تتسع أمامنا أبواب الكلمة على قدر ما تسمو حالتنا الروحية وشركتنا مع الله.

وفي الواقع إن الطاعة لكلمة الله هي أحسن الطرق لاستيعابها وفهمها فهمًا روحيًا. فإذا كنا نعقد النية على أن ننفذ عمليًا كل وصية أو مبدأ جديد نجده في قراءتنا للكلمة كل صباح، كما يتبع الصياد الماهر حركات الطيور التي يرغب اقتناصها، لا شك أن معرفتنا سوف تنمو وتزداد سريعًا.

ومن المفيد أن يكتب القارئ ما يتضح له من مشيئة الله كل يوم، ويستخدم هذه المذكرات لامتحان نفسه وقياس حالتها بين آنٍ وآخر. وإذا كنا نخضع خضوعًا تامًا للوصايا الإلهية، فلا شك أن بصيرتنا الروحية سوف تزداد.

أما تراكم الوصايا المُهملة فلا بد أن يتجمع كالقشور على عيوننا فيُظلم بصيرتنا. وتعوُّدنا على الإغضاء عن مشيئة الله يُدخل إلى نفوسنا الشعور بالغموض والشك في إعلاناته المقدسة. وإن كنا لا نستخدم ما تعلمناه وننتفع به عمليًا، فهناك خطر بأن نفقد ما حصلنا عليه من النور.

الكتاب المقدس كتاب حي، ولكنه حي لمَن يسمع أقوال الله ويعمل بها. والتلميذ المطيع هو الذي يسمع صوت الله الحي في كل صفحة من الكتاب وينحني أمام «هكذا قال الرب».

خبأتُ قولك الشهي للدهرِ في قلبي
كي لا أكون مُخطئًا إليك يا ربي

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net