الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أهمية قيامة المسيح
أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ،... وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ،.. َأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ ( في 2: 7 ، 8)
أن نرى المسيح مصلوبًا، وأن نقف بجانبه شيء، وأن نعرفه كالرب المُقام من الأموات والمُمجَّد في السماء، وأن ندرك اتحادنا به في استحقاقاته الجديدة فهذا شيءٌ آخر.

لكي أخلُص ينبغي عليَّ أولاً أن أركِّز نظري على المسيح المصلوب، وأن أقبل بالإيمان أنه قد مات على الصليب بديلاً عني، واحتمل الدينونة التي أستحقها أنا، ثم يجب أن أؤمن في قلبي أن الله أقامه من الأموات ( رو 10: 9 ). فما يلزم هو الإيمان بموته الكفاري وبقيامته من الأموات، وكِلا هذين العنصرين ضروري للإنجيل، فربنا يسوع «أُسلِمَ من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا» ( رو 4: 25 ). ولهذا يقول الرسول بولس: «مَن هو الذي يَدين؟ المسيح هو الذي مات، بل بالحري قام أيضًا، الذي هو أيضًا عن يمين الله، الذي أيضًا يشفع فينا» ( رو 8: 34 ).

ولكن ما الذي جعل قيامة المسيح متميزة بهذا القدر؟ وما هو سمو القيامة مقارنًا بأهمية الصليب؟ لقد كان الصليب ضروريًا لمحو خطايانا ولإدانة الخطية في الجسد. وفي الحقيقة يمكن أن نعتبر أن هذا هو الجانب السلبي في الموضوع، رغم أن الصليب قد أدى إلى النهاية الإيجابية المُتمثلة في إعلان محبة الله ونعمته في بذل ابنه. وحقًا تمثل القيامة الجانب الإيجابي بأقصى وضوح، لأنها أخرجت إلى الوجود أمرًا لم يكن معروفًا. لقد ظهر ترتيب جديد لم يكن معروفًا سابقًا، فالمسيح إذ ترك الموت خلفه إلى الأبد، فقد دخل إلى عالم القيامة الجديد، وحينما حل مشكلة الخطية بموته، قام كالمنتصر الأعظم على الشيطان والخطية والموت. ولقد أصبح البِكْر من الأموات، ورأس الخليقة الجديدة التي نحن فيها باكورة من خلائقه ( كو 1: 18 ؛ يع1: 18).

المسيح هو البكر من الأموات، ولكننا نحن مُتحدون به كباكورة الخليقة الجديدة؛ لقد صُلب إنساننا العتيق معه، ودُفنا معه، وأُقمنا معه في جِدَّة الحياة، وليس ذلك فقط بل أن الله «أجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع» ( رو 6: 4 -6؛ غل2: 20؛ أف2: 4-6؛ كو2: 11، 12). نحن الثمر الكثير لتعب نفسه، ونحن نتاج حبَّة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت. والآن نستطيع أن نقول كخلائق جديدة: «الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكلُّ قد صار جديدًا» ( 2كو 5: 17 ).

هوجو باوتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net