الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشمس المُحرِقة
لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ،..وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ ( يع 1: 11 )
تكوِّن الآيات من 9 إلى 12 في الأصحاح الأول من رسالة يعقوب، فصلاً صغيرًا قائمًا بذاته، وتقدم لنا مثالاً تعليميًا عن وجهة النظر التي يتبنَّاها يعقوب، فهو يقارن بين «الأخ المتضع» وبين «الغني»، وليس ـ كما نتوقع ـ بين «الأخ المرتفع». ويقصد يعقوب بالغني، الأغنياء غير المؤمنين، الذين على قمة الثروة والنفوذ والدين، والذين يقاومون المسيح بعناد، والذين نرى أمثلة لهم في سفر الأعمال. لقد اختار الله فقراء هذا العالم، أما الأغنياء فيقومون بدور المقاومين، كما نرى في الآيات5، 6 من الأصحاح الثاني من هذه الرسالة. وكم هو واضح تحذير الرسول للأغنياء الظالمين في أُمته والمصير الذي ينتظرهم؟ قد يكونوا عظماء في عيون الناس، ولكنهم مثل العُشب في نظر الله. فالعُشب يُخرج أزهارًا جميلة المنظر، ولكنها سرعان ما تذبل تحت الأشعة الحارقة للشمس. ولذلك، فهؤلاء القادة اليهود العظماء قد يكون لهم مظهر مجيد في عيون مُعاصريهم، ولكن سرعان ما يذبلون.

وبينما يذبل الغني، يخرج ذلك ”الأخ“ المؤمن من التجارب وينال إكليل الحياة (الآية12). والرِفعة من نصيبه حتى أثناء حياة التعب والامتحان، بقدر ما اعتبره الله جديرًا بالامتحان. فالناس لا يمتحنون الطين، إلا ذلك النوع من الطين الأزرق الذي يوجد به الماس. والصائغ لا ينقي المعادن الرخيصة في بوتقته، بل ينقي الذهب. والله يختار الأخ الفقير المتضع، الذي يعتبره أغنياء أُمته كوحل الطريق ( 1بط 1: 6 - 49)، ويرفّعه ويعتبره ذهبًا. وبالتالي، ينقيه بالتجارب. وإذا فهمنا هذا حقًا، نستطيع أن نقول من كل قلوبنا «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة» (الآية12). وعملية الامتحان نفسها ليس فيها فرح بل حزن، كما يقول بطرس الرسول ( 1بط 4: 12 )، ولكنها هي التي تعطي مكانًا في قلوبنا لتلمع فيها محبة الله، وتصير المحبة لله هي طابعنا. وبالتالي، فالتجربة تَهَب لنا إكليل الحياة عند استعلان المجد. قد يفقد القديس الذي تعرَّض للتجربة حياته في هذا العالم، ولكنه ينال إكليل الحياة في الدهر الآتي، لذلك «كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مُبتهجين» (1بط4: 12، 13).

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net