الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله يبقى أمينًا
فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ.. وَقَالَ لَهُ: "هَا أَنْتَ مَيِّتٌ.. فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا ( تك 20: 3 -7)
مهما يكن من عُظم فشل شعب الله، فإن الله لا يتخلى عن شعبه، فهو لا يطرح الدُرر الغالية لمجرد التصاق غبار بها، لكنه يتعامل مع كل ما يراه فينا مُخالفًا له، ولو كان ذلك بكيفية مؤلمة لنفوسنا، وذلك لكي نشترك في قداسته. وليس ذلك فقط، بل يعمل أيضًا لأجل شعبه المسكين العاثر، لذا نراه يتداخل بكيفية ظاهرة لحفظ سارة من الخطر الذي عرَّضها إبراهيم له بسبب عدم أمانته، فحفظ أبيمالك من أن يأتي ضررًا بإبراهيم، وفي الوقت عينه حذَّره بقوله عن إبراهيم «إنه نبيٌ»، وأنه، أي أبيمالك، إذا لم يرُّد سارة إلى إبراهيم فإنه موتًا يموت هو وكل ما له، كما أوضح له أن الرجل الذي أخطأ في حقه هو قريب من الله، ويستطيع أن يصلي من أجله. فعلى الرغم من فشل إبراهيم فإنه كان نبيًا وشفيعًا لدى الله، ولم ينكر الله هذه الامتيازات السامية التي كانت لإبراهيم، بالرغم من فشله.

لكن هذه الامتيازات التي كانت لإبراهيم في كونه نبيًا وشفيعًا، زادت شر عدم أمانته، وليس بعسير على العالم أن يدرك ذلك، لأننا نقرأ أن أبيمالك استدعى إبراهيم في الحال وناقشه فيما فعل، وبعبارات صريحة قال له: «أعمالاً لا تُعمَل عملت بي»، أي أنت عملت بي أعمالاً كان ينبغي أن لا تُعمل. وإبراهيم في الواقع لم يفشل في إيمانه بالله فقط، ولم يخطئ في حق زوجته فقط، بل أخطأ أيضًا إلى رجل من أهل العالم، فهو في هذه الحالة لم ينزل إلى ما دون دعوته فقط، بل إلى ما هو أدنى من مستوى رجل من أهل العالم.

ويسأل أبيمالك إبراهيم عن السبب الذي لأجله فعل هذا، فيُجيب إبراهيم قائلاً: «إني قلت. ليس في هذا الموضع خوف الله البتة، فيقتلونني لأجل امرأتي». إلى أي حد نزل رجل الله؟ لقد حملته أفكاره للتفكير في سلامة نفسه فتصرَّف تصرفًا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على عدم ثقته في الرب، وفي الوقت نفسه يتهم الآخرين بعدم مخافة الله!

وهكذا يحاول إبراهيم أن يبرر تصرفه، وبدلاً من أن يقول في صراحة ”أخطأت“، يلتمس لنفسه عذرًا فيقول: إن سارة حقيقةً هي أخته ابنة أبيه وأخفى الحقيقة أنها كانت زوجته أيضًا. حقًا ما أصعب على الخاطئ، وعلى المؤمن أيضًا، أن يقول في صراحة ”أخطأت“.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net