الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 22 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذين يَقْفِزونَ من فوق العتَبَة
في ذَلِكَ الْيَوْمِ أُعَاقِبُ كُلَّ الَّذِينَ يَقْفِزُونَ مِنْ فَوْقِ الْعَتَبَةِ، الَّذِينَ يَمْلأُونَ بَيْتَ سَيِّدِهِمْ ظُلْمًا وَغِشًّا ( صف 1: 9 )
هذه الآية تَرِد في صفنيا1، الذي فيه نقرأ حديثًا متصلاً، يبدأ من ع4 حتى ع13. وتُعنوَن هذه الفقرة بدينونة يهوذا في يوم الرب، وفيها يذكر النبي سبعة أنواع من الشرور، على مَن يقترفونها، ستمتد يد الله بالقضاء: في ع4 نقرأ عن ”الْكَمَارِيمِ“ وهي كلمة معناها كهنة الأوثان، أي عبادة الأصنام. ع5 يُكلمنا عن الساجدين لجُند السماء، والحالفين بالرب، وبمَلكوم في ذات الوقت، وفيه نرى بُغضة الله للقلب المنقسم. ع6 عن المرتدين. ع8 عن اللابسين لباسًا غريبًا، أي الخلط بين الشريعة الموسوية والوثنية. ع9 عن القافزين من فوق العتبة، وهذا ما سنستوضحه حالاً. ع11 يكلمنا عن عقوبة سكان مكتيش، أي المتكلين على إمكانياتهم. وأخيرًا ع12 يكلِّمنا عن عقوبة الرجال الجامدين على درديهم، أي على قاذوراتهم.

«الذين يقفزون من فوق العتبة» يا لها من عبارة مُثيرة، ومن أين لسكان أورشليم مثل هذه العادة؟ وهل نجد في الشريعة، ولو على سبيل الفهم الخاطئ، ما شابَهَ ذلك؟ كلا. ولكنني أستوضح لك: أن هذه العادة لها أساس وثني بغيض، فأُذكِّرك أن شعب الله، عندما هُزِمَ أمام الفلسطينيين في أيام عالي، وأُخِذَ التابوت ووُضِعَ في بيت داجون، سقط هذا الصنم أمامه مرة ومرتين، غير أنه في المرة الأخيرة، قُطِعَت يداه ورأسهُ، وسقط على العتبة ( 1صم 5: 1 -5)، فشاعت العادة، أن لا يدوس كهنة داجون العتبة، مُراعاة لمشاعر الصنم! ويبدو أن شعب الله أخذ يُحاكي الفلسطينيين في هذه العادة الوثنية. ولكن كيف انتقلت هذه العادة إلى الأجيال اللاحقة؟ أقول لك قصة مأساوية، تتكرر إلى زماننا هذا: لقد رأى اللاحقون ما اعتاد أن يفعله السابقون، ودون فهم لأصله الوثني، أخذت تتناقله الأجيال، فاستجلبوا لنفوسهم العقاب.

احذر يا أخي المؤمن، هذه مأساة متكررة، فما هذا الذي نكرره دون أن نفهمه؟ وما هي جُعبة العادات التي نمارسها، دون أن يكون لها مفهوم كتابي صحيح نمتلكه؟ أ ليس من هذا حرَّض الرسول بالوحي: «وأما الخُرافات الدنسة العجائزية فارفضها» ( 1تي 4: 7 ). احذر من أن تمارس عادة، أو تفعل شيئًا لم ينص عليه كتاب الله.

سأعيشُ لكَ عمري باحثًا عن فكركَ
لأطيعكَ اختبارًا أحيا طوعَ أمرِكَ

بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net