الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 25 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
برنابا وإنكار الذات
خَرَجَ بَرْنَابَا إِلَى طَرْسُوسَ لِيَطْلُبَ شَاوُلَ. وَلَمَّا وَجَدَهُ جَاءَ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ..اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ ..وَعَلَّمَا جَمْعًا.. ( أع 11: 25 ، 26)
عندما وصلت إلى أورشليم أخبار عمل الرب بين الأمم في أنطاكية، اختارت الكنيسة التي في أورشليم، برنابا كأفضل مَن يمكنه مساعدة الإخوة هناك ( أع 11: 19 - 22). ولقد كان برنابا شخصًا يفرح دائمًا بنتائج الكرازة بكلمة الله أيًا كان الكارز بها. «لما أتى ورأى نعمة الله فرح، ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب» ( أع 11: 23 )، ولتجاوبه القلبي مع هذا العمل الجديد، جاءت عنه هذه الشهادة الكتابية الرائعة «لأنه كان رجلاً صالحًا وممتلئًا من الروح القدس والإيمان» ( أع 11: 24 ).

وبعد هذا نرى ما هو أجمل. لقد اتسع العمل وأصبح حقل الخدمة محتاجًا إلى فَعَلة أكثر. ولم يشأ برنابا أن يتركز فيه العمل في أنطاكية، ولا بد أنه شعر أيضًا باحتياج التلاميذ في أنطاكية إلى مُعلِّم. ولقد ميَّز هذا الرجل الصالح أن شاول الطرسوسي هو الشخص المناسب للمشاركة في هذا العمل. ولعله علم أن شاول قد نال من الله إعلانًا خاصًا في ما يتعلق بسرّ المسيح والكنيسة. ولذلك فقد «خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب شاول. ولما وجده جاء به إلى أنطاكية» ( أع 11: 25 ). وإنه لشيء عجيب أن تبحث من القلب عن إنسان يتفوق عليك في المواهب، وتأتي به ليشاركك الخدمة. فيا لكرم النفس الخالية من الغيرة والحسد! ويا لإنكار الذات!

وكما مهَّد برنابا الطريق أمام شاول الطرسوسي في المرة السابقة، لكي يلتصق بجماعة المؤمنين في أورشليم ( أع 9: 27 )، كذلك أيضًا هذه المرة، كان هو الأداة التي أوضحت لشاول الطريق إلى أول ميدان للعمل بين الأمم في أنطاكية. وقد أثمرت خدمتهما المشتركة المباركة التي استمرت نحو سنة ( أع 11: 26 ).

ومن الواضح أن برنابا وشاول (كما كان معروفًا حينئذٍ) كانا مُكرَّمين في أنطاكية، وكانا يتمتعان بثقة كاملة من كل الجماعة، وعندما أراد المؤمنون في أنطاكية أن يساعدوا المحتاجين في اليهودية، جمعوا «حسبما تيسَّر لكل منهم»، واختاروا برنابا وشاول ليحملا عطيتهم هذه إلى هناك ( أع 11: 28 - 30). وبعد ذلك نجد هذين الشخصين، يُعهَد إليهما أن يذهبا إلى أورشليم في مهمة خاصة بموضوع تعليمي هام (أع15). وهكذا يمكننا أن ندرك أن برنابا كان شخصًا موثوقًا به عند المؤمنين من الأمم في أنطاكية ( أع 13: 1 )، كما كان في أورشليم أيضًا ( أع 11: 22 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net