الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أستطيع كل شيء
أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي ( في 4: 13 )
إن قول الرسول بأنه يستطيع كل شيء، يظهر للعقل البشري كأنه ادّعاء فارغ لا سيما لأن الرسول عندما قال هذه العبارة كان سجين رومية الضعيف. ولكن قوته في الحقيقة لم تنحصر في العمل بل الاحتمال أيضًا. لم يُعطَ قوة لتبشير الممالك وطبقات الناس المختلفة، بل ليحتمل أيضًا الضيقات والاضطهادات والخسائر التي تقابله، حتى خسارة نفسه من أجل المسيح. هذه كانت القوة، ولكن ليس في تقدير العالم الذي يُعجَب بالعمل والنشاط لا بالتألم والاحتمال.

فهناك في رومية كان الرسول مُبتعدًا عن جميع دوائر عمله بواسطة سلاسل الحكومة الرومانية، ولكن هل استطاعت الحكومة أن تقيد روحه؟ هل استطاعت أن تسحق نفسه؟ كلا. إنه في هذه جميعها قد عظُم انتصاره بالذي أحبه، بمَن دُفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض، بالذي يستطيع أن يعطي المُعيي قدرة ولعديم القوة يُكثِّر شدة.

ولكن هل هذه القوة كانت من حق الرسول وحده؟ وهل الرسول لم يستطع الاستفادة منها إلا في حالات معيَّنة في حياته؟ كلا، إن كل مؤمن أمين لسيده يمكنه التمتع بقوة المسيح تعمل معه في كل شيء. نظن أحيانًا أن «كل شيء» التي ذكرها الرسول يقصد بها أمور الحياة الهامة التي نحتاج فيها إلى قوة خاصة من السماء، أما الأمور البسيطة فهذه متروكة لقوتنا وتدبيرنا الشخصي. ولكن الواقع أن هذه العبارة تتناول جميع أمورنا اليومية، البسيطة منها والهامة، ما تعوّدنا أن نقابله كل يوم وما لا نواجهه إلا مرات قليلة في حياتنا.

إن الرسول عندما ذكر العبارة المتقدمة «أستطيع كل شيء» لم يكن في فكره في تلك اللحظة خدمة السيد، بل كان في فكره أمر عادي أقل أهمية، هذا الأمر هو قوْته اليومي. إن الرسول كسجين فقير زمنيًا، احتاج إلى قوة المسيح لكي تحلّ عليه حتى لا يقلق من جهة الغد. وقد شعر بهذه القوة التي تمكِّنه من أن يكتفي بما عنده كما ساعدت جماهير غيره من المؤمنين على تحمُّل آلام الجوع والعطش والعوَز إلى أشياء كثيرة ضرورية. إذًا لنثق بأن الرب مستعد أن يقوينا في كل أمورنا الصغيرة والكبيرة.

أيها الشاعرُ بالضعفِ افتخرْ نعمتي تكفيكْ
حينما أنتَ ضعيفٌ فانتظرْ نعمتي تكفيكْ
قوتي في ضعفِكَ ستنتصِرْ نعمتي تكفيكْ

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net