الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 21 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشبع الحقيقي
كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! ..فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: ..قَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ.. فَنَأْكُلَ.. ( لو 15: 17 : 23)
أيها القارئ العزيز: هل تدرك المعنى العجيب الذي لهذه الكلمات: الأب والابن الراجع المغفور الإثم، يأكلان معًا ويشتركان في وليمة واحدة، وفي طعام واحد قد أُعد على أساس الموت، به يتلذذ قلب الأب والابن الراجع. والمعنى واضح: المسيح الذي قادته محبته لبذل حياته لمجد الله، وليغسل خطايانا، صار ينبوع فرح لا يُنطق به، لكل من الآب والخاطئ المغفور الإثم.

وإني أتوسل إليك أيها القارئ من أعماق قلب يرغب في سعادتك، ألاَّ تجعل الشيطان يخدعك ويوهمك بأنه يمكن أن يكون هناك شبع حقيقي في طريق الخطية والإرادة الذاتية، لأنه لا يوجد في تلك الطريق سوى الخرنوب الحقير الذي تأكله الخنازير. وإذا بقيت في هذه الطريق فلا بد أن تهلك جوعًا. أما الشبع الحقيقي والسعادة العميقة فلا يوجدان إلا في المسيح وحده. إن حاولت أن تجد شبعًا لقلبك في الخطية وفي تنفيذ رغبات الإرادة العاصية، فكأنما تحاول أن تُشبع جوعك الجسدي بالخرنوب الذي تأكله الخنازير، ولا بد أن تجد في النهاية أنه لا يُشبع مطلقًا، بل سيترك نفسك مُجدبة خاوية متألمة. لقد تصوَّر الابن الضال أنه لو أمكنه أن يتحرر من أبيه ويمعن في البُعد عنه، فسيتمتع باتخاذ الطريق التي تعجبه ويكون سعيدًا. ولكنه اكتشف أن الثمرة الوحيدة التي جنَاها من طريقه الخاص هي الضمير المثقل، والقلب الفارغ.

ولكن تفكُّره في النصيب المُشبع للنفس الذي كان يتمتع به أولئك العبيد الذين ينفذون أوامر أبيه، قد كسر إرادته العنيدة، وفتح عينيه المغمضتين. فالذين كانوا يفعلون مشيئة أبيه كانت نفوسهم في وليمة، بينما هو في قحط ومجاعة نتيجة لسيره في طريق إرادته الذاتية.

وعندما رجع معترفًا بخطيته، مُخضعًا إرادته لأبيه، ما كان أعظم الوليمة التي تمتع بها؛ تلك الوليمة التي فاقت كل تخيلاته. فلم يقنع أبوه بأن يجعله كأحد أجراه، بل أعطاه مركز ابن، وجعله يشاركه التمتع بالعجل المسمَّن؛ بمَن قدَّم نفسه ذبيحة لله حبًا في الإنسان ولمجد الله.

أيها القارئ العزيز: هل تشارك الآب في التمتع بالوليمة؛ بالمسيح الذي أحبك وأسلَم نفسه لأجلك حتى تستطيع أن تتمتع بنصيب في أفراح قلب الله؟ هذا هو سر السعادة الحقيقية.

جرمستن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net