الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زواج بوعز وراعوث
فَقَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ....رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ امْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا لِيَ امْرَأَةً، لأُقِيمَ اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ ( را 4: 9 ، 10)
ذهب بوعز إلى الباب، وهو المكان الذي كانت الأمور العامة تُدار عنده، إذ أراد أن يُظهر عَلنًا بره في فداء راعوث، تمامًا كما أظهر الله بره في فدائنا ( رو 3: 21 ، 22).

ولا شك أن الولي الأقرب الذي وقف في طريق زواج بوعز وراعوث يمثل الناموس. لماذا؟ لأن الناموس أتى أولاً، وبدا وكأنه الطريقة المنطقية لكي يقترب الإنسان إلى الله. لاحظ أن الولي الأقرب رفض أن يتزوج راعوث لئلا يفسد ميراثه هو. وكم يُشبه في هذا الناموس! لأنه لا يستطيع أن يحتفظ بطابعه المُميز وفائدته سوى بإدانة الخطاة المُذنبين لا بفدائهم. كما يقول رومية7: 12 «إذًا الناموس مقدس، والوصية مقدسة وعادلة وصالحة»، لكن جميع البشر خطاة، لذلك فإن الناموس يوقفهم موقف المُذنبين أمام الله «ونحن نعلم أن كل ما يقوله الناموس فهو يكلِّم به الذين في الناموس، لكي يستد كل فم، ويصير كل العالم تحت قصاص من الله» ( رو 3: 19 ). إن الناموس لا يُظهر عطفًا ولا شفقة من نحو الإنسان الساقط.

لم يبقَ سوى بوعز كي يفك راعوث، تمامًا كما أنه لم يبقَ لنا سوى ربنا يسوع المسيح كي يفدينا. وقد تصرف بوعز كما أمر الناموس ثم أعلن أمام الجميع «أنتم شهودٌ اليوم أني قد اشتريت .. راعوث الموآبية ... لي امرأة» ( را 4: 9 ، 10). لكننا مُلزمون هنا أن نعقد مفارقة بين بوعز والمسيح، لقد كان فداء بوعز بغير سفك دم، ولم يتطلب سوى إنفاق بعض الأموال، أما فداء ربنا يسوع المسيح فقد كلّفه الكل، لأنه افتدانا «لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب ... بل بدمٍ كريم، كما من حَمَلٍ بلا عيب ولا دنس» ( 1بط 1: 18 ، 19).

والآن وقد أُفتديت راعوث وتزوجت من بوعز، فإنها ولدت نسلاً لمجد الله. بل إن ابنها عوبيد صار جدًا لداود الملك، وبالتالي لربنا يسوع المسيح بحسب الجسد ( را 4: 13 - 17). وبالمثل، فإن الذين تم فداؤهم بدم المسيح الثمين، ودخلوا في علاقة وثيقة معه يستطيعون أن يحيوا حياة مُثمرة لمجد الله، كما يصيغها رومية7: 4 «إذًا يا إخوتي أنتم أيضًا قد مُتم للناموس بجسد المسيح، لكي تصيروا لآخر، للذي قد أُقيم من الأموات لنُثمر لله». ويا للمفارقة! نحن الذين كنا يومًا مُعدَمين وغرباء وملعونين، يمكننا اليوم أن نُثمر لله. هذه هي الحياة المسيحية.

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net