الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 12 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جهل عدم الإيمان
مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ‏ ( رو 3: 24 )
في قايين نرى جهل عدم الإيمان. ففيه نرى الديانة الجسدية والعالم، ونرى مقاومة الحق. لم يكن لقايين إيمان بالله فتقدَّم إليه كساجد عن طريق الجسد والطبيعة، وليس في طريق الإيمان. ولعدم شعوره بحالته كخاطئ، ولعدم تقديره لقداسة الله ظن أن في مقدوره بكدّه وعرق جبينه أن ينتج شيئًا يقبله الله. لا شك أن تَقدِمة قايين كلَّفته من التعب والمشقة أكثر مما تكلَّف هابيل في تَقدِمته ولكن بالأسف كانت تَقدِمته خالية من الدم. وخلو تقدمته من الدم دليل على أن عبادته كانت قائمة على أساس أنه ليس خاطئًا، وعلى إنكار ضرورة الدم ولزومه كأساس للاقتراب إلى الله.

لقد ظن قايين كما يفعل الكثيرون في أيامنا الحاضرة أنه بالتعب والسخاء واحتمال المشقات في سبيل القرابين التي يقدمها لله يستطيع أن يجد قبولاً في حضرة الله. وتلك كانت جراءة وجهل عدم الإيمان في قايين.

كان قايين عابدًا لله معترفًا به كالإله الحقيقي ربما بإخلاص لكنه كان مُنكرًا لشهادة الله عن خراب حالته، وغير مُدرك لقداسة الله الذي معه أمره. فالإخلاص البشري بلا قيمة في نظر الله عندما تكون الطريقة التي يتخذها المُخلِص مُغايرة لفكر الله. كان شاول الطرسوسي مُخلِصًا كل الإخلاص حينما كان مُجدفًا ومُضطهدًا. وقال فيما بعد عمَّا كان يظنه خدمة لله «فعلت بجهل في عدم إيمان» ( 1تي 1: 13 ).

أعزائي .. كثيرون يسلكون هذا الطريق ولا يعلمون أن تدَّين الإنسان قد يكون أشنع خطاياه في نظر الله. إنه يمارس هذا التدَّين بصورة متكررة على نمط واحد لغرض إسكات ضميره وإبعاد الله عنه ليستطيع بعد ذلك ـ أي بعد أن يؤدي فروض العبادة الجسدية أن يتمتع بمسرات ومباهج هذا العالم. «وأما الآن فقد ظهر بر الله ... بر الله بالإيمان بيسوع المسيح ... متبررين مجانًا بنعمته بالفداء بيسوع المسيح ...» ( رو 3: 21 - 26).

صالحُ الأعمالِ ذا ثَمَرُ الإيمانْ
لازمٌ لكنهُ ما بهِ غفرانْ
إنَّهُ للمؤمـنِ بِرٌ وحياهْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net