الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة المسيح
اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا ( رو 5: 8 )
ما أعجب محبة المسيح! هل يستطيع الخيال البشري أن يُصوِّر إنسانًا عجيب المحبة كربنا الذي أظهر كمال المحبة الإلهية!

بطرس أنكره «فالتفت الرب ونظر إلى بطرس» ( لو 22: 61 ). هل كانت نظرة توبيخ؟ هل رأى بطرس في وجه الرب عبوسة الغضب؟ كلا. إن المحبة في كمالها الإلهي قد أضاءت في عيني ابن الله. وبعد قيامته كانت المحبة لا تزال كما هي، ولم يقترن إرجاع بطرس إلى الخدمة بأي توبيخ. وفي كمال العطف والمحبة، استودع ليدي تلميذه، الذي أنكره بهذه الصورة المُخجلة، خرافه الذين يُحبهم محبة لا تُحَد (يو21).

ولكن توجد محبة أعظم من التي نراها في حياته المباركة على الأرض. إن المحبة الأعظم أُعلنت لما وضع حياته على الصليب. لقد أتى إلى العالم ليموت، ليصير كفارة لخطايانا. أتى لينوب عنا على الصليب. أتى ليشرب كأس الغضب نيابةً عنا، ويحتمل جزاء خطايانا المُريع.

إن الله في محبته قد بذل ابنه، والابن أيضًا في محبته قد بذل نفسه؛ من عار إلى عار، ومن مشقة إلى مشقة، ومن ألم إلى ألم. لقد نزلت المحبة حتى إلى أعماق الحزن لتصل أخيرًا إلى المكان الذي فيه صرخت شفتا المحبة قائلة: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ( مز 22: 1 ).

أي لسان بشري يستطيع أن يُعبِّر أو يُخبر بهذه المحبة التي أتت بك يا رب إلى هناك! إنها فائقة المعرفة. ولكن بقلوب مُحبَّة ومُسبِّحة، في تعبد وتعظيم، ونحن ناظرين إلى ذلك الصليب الذي عليه مات رب المجد، نستطيع أن نقول مع الرسول بولس: «الذي أحبَّني وأسلمَ نفسه لأجلي» ( غل 2: 20 ). وأيضًا نتحد مع جمهور مفدييه في تسبحة المجد «الذي أحبَّنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمهِ، وجعلنا ملوكًا وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين» ( رؤ 1: 5 ).

أيها القارئ المحبوب: إن تلك المحبة التي عرفتك وعرفتنا نحن جميعًا من قبل أن نوجد، تلك المحبة التي جاءت من المجد إليك، تلك المحبة التي مضت إلى مخالب الموت، واحتملت الصليب مُستهينة بالخزي، تلك المحبة لا تزال كما هي. إن محبته لا يعتريها التغيير ولا الدوران. إن تلك المحبة الكاملة لا تبرد ولا تضعف البتة.

أندرو إيدن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net