الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 22 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في كل طرقك اعرفه
وَسَأَلَ دَاوُدُ .. أَ أَصْعَدُ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟.. فَقَالَ الرَّبّ .. اصْعَدْ ..ثُمَّ عَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ..فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ.. ( 2صم 5: 19 ، 23)
في 2صموئيل5: 17- 21 نقرأ أن الفلسطينيين صعدوا لمحاربة داود «وانتشرا في وادي الرفائيين ... ولمَّا سمع داود نزل إلى الحصن». ونرى داود هنا مُستندًا على الله كعادته، ويسأله التوجيه. لم يعلم ماذا يعمل، فالله وحده يعلَم، وداود يسأل التوجيه من الرب «أ أصعد إلى الفلسطينيين؟ أ تدفعهم ليدي؟»، ويُجيبه الرب في الحال: «اصعد». ويندفع داود وجيشه كالسيل الجارف، فيبتلع أمامه الفلسطينيين وأوثانهم.

ولم ينتهِ الأمر عند ذلك، فإن العدو يجدد هجومه بنفس الظروف السابقة ( 2صم 5: 22 -25)، فالشعب هو بعينه «عادَ الفلسطينيون»، والطريقة نفسها تتكرر «وانتشروا»، وفي ذات المكان «وادي الرفائيين». فهل يقول داود لنفسه طالما هو ذات الموقف السابق، فسوف أكرر الهجوم الأول؟ كلا مُطلقًا! لا يكفي رصيد الماضي للحاضر، ولا توجد عند الرب طريقة واحدة للظروف الواحدة، أو للظروف المختلفة. إن داود يستند تمامًا على توجيه الرب وإرشاده. ويتجه في هذا الأمر الاتجاه الصحيح «فسأل داود من الرب». ويُعطيه الرب هذه المرة إجابة مختلفة تمامًا: «لا تصعد». فإذا كانت ظروف هذا الهجوم هي بعينها كالسابقة، فلماذا يوجه الرب داود إلى طريقة مختلفة تمامًا في الحرب «لا تصعد، بل دُرْ من ورائهم وهلُم عليهم مقابل أشجار البُكَا». والسبب في ذلك التغير، هو أن الله يريد أن يُعلِّم عبده أمرين معًا: الاستناد والطاعة. إن داود لا يحتاج أن يعتمد على الله فقط، بل أن يُطيع كلمته كذلك؛ سواء فهمها أم لم يفهمها. ولكي ما يحصل على انتصار جديد، كان عليه أن يُطيع، وأن يتبع التعليمات التي أعطاها الله «ففعل داود كذلك كما أمره الرب، وضربَ الفلسطينيين». وهكذا نرى كيف أن الرب في رحمته منح داود أن يختبر البركات التي ترافق الاستناد والطاعة عندما يندمجا معًا. إن داود يسأل الرب، وهذا هو الاستناد، وهو يُصغي للرب ويفعل ما يأمره به، وهذه هي الطاعة. وهكذا يُحرز الانتصار.

ولكننا علينا أن نتعلَّم من داود أنه علينا أن نسأل الرب في كل شيء، كبيرًا كان أم صغيرًا، لأننا بدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا ( يو 15: 5 ). وعلينا أن نسأل الرب ليس مرة، بل في كل مرة، حتى ولو كانت الظروف التى نجتازها هي نفس الظروف التي اجتزناها من قبل، وتمتعنا بمعية الرب وإرشاده فيها.

إيليا عيسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net