الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 24 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اللسان والكلام
لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ ( أف 4: 29 )
إن المتأمل في كلمة الله لا يفوته كثرة الفصول الخاصة باللسان والكلام مما يدل على أن الله يعلِّق أهمية كبيرة على ما يتكلم به المؤمنون وكيفية كلامهم (يع3).

ما أعمق الجروح التي تنتجها كلمات جافة أو تلميحات قاسية! وكم من سهام تصدر أحيانًا من شفاه بعض المؤمنين وتكون النتيجة انحناء النفوس؟

من السهل علينا أن نرُّد الاعتداء عندما نشعر بالخطأ في حقنا، وعندما يسمح لنا الرب بوقوع بعض الظلم علينا. كم هو طبيعي أن نحاول تبرير أنفسنا بكل كلمة في استطاعتنا، بدلاً من أن نتمم ما جاء في تيطس2: 9 «غير مُناقضين»! ليتنا نتبع آثار خطوات سيدنا الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا، وإذ تألم لم يكن يهدِّد، بل كان يسلِّم لمَن يقضي بعدل ( 1بط 2: 23 ).

أحبائي .. ليس سوى نعمة المسيح الذي يحيا فينا تستطيع منعنا من أن نخطئ بألسنتنا لندافع عن حقوقنا. نقرأ في لوقا4: 22 «وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه». وفي كولوسي4: 6 تعلِّمنا كلمة الله «ليكن كلامكم كل حين بنعمة مُصلحًا بملح ..» ولنتذكَّر دائمًا أن «الجواب الليِّن يصرف الغضب» ( أم 15: 1 ).

إن النعمة أشد قوة من أقوى حُجة، وأكثر إقناعًا من أي منطق. يا لها من صورة سامية في ضبط النفس إذ نتأمل الرب عندما اتُهم زورًا وعومل بكل قسوة وحُكم عليه ظلمًا ولكنه «ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاةٍ تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه» ( إش 53: 7 ). ليتنا نتعلم من ذلك الشخص العجيب المملوء نعمة الذي قال وهو فوق الصليب: «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» ( لو 23: 34 ).

لنسهر أيها الأحباء على كيفية كلامنا. ونضع الطبيعة العتيقة في حكم الموت باستمرار، لأن الإنسان الجديد يجب أن يكون هو المتكلم دائمًا. لنَدَع المسيح يتكلم فينا، ذاك الذي شُهد عنه «لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» ( يو 7: 46 ). والروح القدس يستطيع أن يستخدم ألسنتنا لجلب الراحة للتعابى، والتعزية للحزانى، والسلام للقلقين. ليكن شعار حياتنا: «مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ» ( غل 2: 20 ).

صوتي احفظن مُرنمًا لسيدي طول المدى
وشفتاي احفظهما للنُطق بسر الفِدى

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net