الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طريق شجرة الحياة
فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ ( تك 3: 24 )
نتيجة الخطية الأولى صدر حكم الله بطرد آدم وحواء من الجنة، فقد كان من المستحيل عليهما أن يبقيا في الجنة، ويستمرا في شركة مع الرب، فالله قدوس ولا يمكن لنجس أن يوجد في محضره، ونتيجة الخطية هي دائمًا الانفصال عن الله «آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم» ( إش 59: 2 ).

وهنا نرى إتمام الإنذار والوعيد الإلهي «يوم تأكل منها موتًا تموت»، ليس فقط الموت الجسدي، لكن هناك ما هو أبشع من ذلك؛ إنه الموت الروحي. وكما أن الموت الجسدي هو انفصال النفس عن الجسد، فإن الموت الروحي هو انفصال النفس عن الله «ابني هذا كان ميتًا (منفصلاً عني) فعاش (رجع إليَّ)» ( لو 15: 24 ). وعندما يقول الكتاب إننا بالطبيعة «أموات بالذنوب والخطايا»، فهذا لأن الناس بالطبيعة «مُتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم» ( أف 2: 1 ؛ 4: 18). وبنفس الصورة فإن الموت الأبدي الذي ينتظر جميع الذين يموتون في خطاياهم، والذي هو الموت الثاني، ليس هو الزوال ـ كما يدَّعي بعض المعلِّمين المُضلين ـ لكنه انفصال أبدي عن الله، وعقاب أبدي في بحيرة النار. وفي تكوين3 نجد التعريف الإلهي للموت؛ الانفصال عن الله كما ظهر في طرد الإنسان من الجنة.

إن إغلاق الطريق إلى شجرة الحياة يُقدّم حقيقة روحية مهمة، فهذه الشجرة على نحو ما، رمز للحضور الإلهي ( أم 3: 18 )، وحقيقة أن الإنسان الساقط ليس له حق الاقتراب لشجرة الحياة، تؤكد لنا البُعد الأدبي الذي يُبعد هذا الإنسان عن الله، وكذلك فإن الخاطئ ليس له اقتراب إلى الله لأن سيف العدل الإلهي يقف في طريقه، كما كان الحجاب في الخيمة والهيكل يغلق على الإنسان بعيدًا عن حضرة الله. لكن شكرًا لله، لقد عرفنا ذاك المجيد الذي فتح لنا ”طريقًا حديثًا حيًا، كرَّسه لنا بالحجاب، أي جسده“ ( عب 10: 20 ). نعم، فهو بنفسه الطريق ( يو 14: 6 ). وكيف تم ذلك؟ هل أغمد العدل سيفه؟ كلا، بل هوى به على ذلك المُخلّص الكريم «استيقظ يا سيف على راعيَّ، وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود. اضرب الراعي» ( زك 13: 7 رؤ 2: 7 ). ولأن الراعي قد ضُرب فقد نجَت الخراف، وفي فردوس الله سنأكل من ثمر شجرة الحياة التي حُرم منها آدم (رؤ2: 7). فهل تمتعت عزيزي القارئ بعمله الكفاري والنيابي الذي أتمه على الصليب؟ ليتك تفعل ذلك الآن!

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net