الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُسرع في الاستماع
إذًا .. لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، .. ،‏لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ ( يع 1: 19 ، 20)
تبدأ الآية يعقوب1: 19 بكلمة «إذًا» (أو بناءً عليه)، والتي تُشير إلى أننا مُقبلون على النتائج النابعة من الحقيقة المذكورة في الآية السابقة. فلأننا باكورة خليقة الله، وكمولودين بكلمة الحق (الآية18)، يجب أن نكون مُسرعين في الاستماع، مُبطئين في التكلم، مُبطئين في الغضب (الآية19).

فالخليقة العاقلة التي لم تسقط، تتميز بطاعة صوت الخالق. ولكن الإنسان الساقط، للأسف، يغلق أُذنيه عن صوت الله، ويصرّ على الكلام. وهو يحب أن يُشرِّع لنفسه وللآخرين، ومن هنا يأتي الغضب والصراع الذي يملأ الأرض.

لقد كنا دائمًا خلائق، ولكننا الآن، مولودون من الله، فنحن باكورة خلائقه. ولذلك، فما يجب أن تتصف به كل الخلائق، يجب أن تميزنا بشكل خاص. فسماع كلمة الله يجب أن يجذبنا. ويجب أن نُسرع بلهفة إليها، كمَن يُسرّ بسماع الله. ويكون كلامنا صوابًا بقدر هيمنة الله على أفكارنا. وإذا كانت أفكارنا هي فكر الله، سنتكلم بالصواب. ولكن، حتى إذا كنا مُسرعين في الاستماع لأفكار الله، نستطيع فقط أن نتكلم بها عندما نكون قد هضمناها واستوعبناها، وجعلناها ملكًا لنا. ونحن نهضمها ونستوعبها ببطء، ولذلك يجب أن نكون مُبطئين في التكلم. والإحساس السليم بأن ما استوعبناه من فكر الله ما زال إلى الآن قليل، سينجينا من ضحالة الثقة بالنفس وتوكيد الذات، الذي يجعل الناس يندفعون في التكلم في أي موضوع وفي كل موضوع.

وأيضًا، يجب أن نكون مُبطئين في الغضب. فالشخص المدفوع بتوكيد الذات، الذي لا يستطيع أن يتأنى ليستمع لأي شيء، بل يندفع في التعبير عن آرائه، مُعرَّض للغضب عندما يرى الآخرين لا يتقبلون آراءه بنفس التقدير العظيم الذي يُضفيه عليها. من الناحية الأخرى، قد يكون هناك مؤمن تقي، يطيع كلمة الله، ويتكلم بعد تفكير وصلاة، ومع ذلك فلا أحد يأخذ بآرائه. مثل هذا، عليه أن يكون مُبطئًا في الغضب، «لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله» (الآية20). فغضب الله هو الذي يصنع بره (يخدم قضية بره وعدله)، وليس غضب الإنسان.

ويجب أن نتذكَّر أيضًا أننا باكورة خليقة الله، المولودين منه. ولذلك، لا يجب فقط أن نكون نماذج لخلائقه، بل يجب ـ مع أننا خلائق ـ أن نكون مُشابهين لذلك الذي هو أبونا. فعلينا أن نطرح كل شر، وأن نقبل الكلمة بوداعة (الآية21).

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net