الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح في بؤرة الألـم
انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي. يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي،وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي.. ( مز 22: 14 ، 15)
في مزمور22 يصف المسيح آلامه على الصليب فيقول: «انفصلت كل عظامي». ما أشد الآلام التي نحس بها عندما تنخلع عظمة واحدة من مكانها. لكن المسيح لم تكن هناك عظمة واحدة في مكانها، وذلك من عملية الصلب القاسية. فما أعظم الآلام التي كان المسيح يعانيها.

ثم إن العظام هي التي تعطي الهيئة العامة للإنسان، وأن تنفصل العظام كلها يعني أن الجسد لم يصبح له أي شكل على الإطلاق! لقد قال عنه النبي: «كان منظره كذا مُفسدًا أكثر من الرجل، وصورته أكثر من بني آدم» ( إش 52:  14). فالوجه الجميل فسد، والهيئة العامة تلفت تمامًا.

ثـم يقـول: «صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي». أسد سبط يهوذا ذاب قلبه في يوم حمو غضب الله ( نا 1:  7). فماذا سيفعل الخاطئ في ذلك اليوم العصيب؟ «لأنه قد جاء يوم غضبهِ العظيم. ومَنْ يستطيع الوقوف؟» ( رؤ 6: 15 -17).

يتحدث المرنم عن يوم ظهور الرب فيقول: «ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب، قدام سيد الأرض كلها» ( مز 97: 5 ). وليس فقط الجبال ستذوب في ذلك اليوم، بل تفكَّر في مصير الخطاة الآثمين الذين رفضوا محبته والإيمان بصليبه. يقول الكتاب: «لحمهم يذوب وهم واقفون على أقدامهم، وعيونهم تذوب في أوقابها، ولسانهم يذوب في فمهم» ( زك 14: 12 ). أما في يوم الصليب العصيب فقد ذاب قلب المسيح في داخله.

فإذا أضفنا الشمع الذائب إلى الماء المهراق والعظام المنفصلة (ع14) نحصل على ثلاثية تؤكد الفكرة نفسها؛ عدم وجود هيئة ولا كيان محدد للمسيح، ليس خارجيًا فقط، بل وداخليًا كـذلك.

يواصل المسيح وصف آلامه فيقول: «يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحَنَكي، وإلى تراب الموت تضعني» (ع15). تعجبي يا نفسي: أن ذاك الكُلي القدرة، الذي قال عنه أيوب: «هو .. شديد القوة. مَن تصلَّب عليه فسَلِمَ؟ المُزحزح الجبال ولا تعلم، الذي يقلبها في غضبه. المُزعزع الأرض من مقرها، فتتزلزل أعمدتها. الآمر الشمس فلا تُشرق، ويختم على النجوم. الباسط السماوات وحده، والماشي على أعالي البحر. صانع النعش والجبار والثُّريا ومخادع الجنوب. فاعلُ عظائم لا تُفحَص، وعجائب لا تُعَدُّ» ( أي 9:  4-10)، ها هو يقول: «يبست مثل شقفة قوتي»!! صارت قوته مجرد شقفة يابسة، يسهل كسـرها!!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net