الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 30 مارس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أُعلِّمُكَ ... أُرشِدُكَ ... أَنْصَحُكَ
أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ (بعَيْنِي التي عَلَيْكَ) ( مز 32: 8 )
يبدأ المرنم في أول هذا المزمور بتطويب مَن نال غفران الخطايا الذي هو أول احتياج للإنسان، وأول بركة يمنحها الله. ثم يستطرد مسَّويًا ما شَاب علاقته بالله من آثام، فنراه يعترف بذنبه ويتركه، وإذ ذاك يأتي الرب نفسه ليحدِّثه عن كيفية قيادته ليختبر إرادته. وهنا نتعلم أنه دون وجود علاقة حقيقية مع الرب ونوال غفران الخطايا، ودون شركة غير متعطلة معه لا يمكن إدراك مشيئته. كما نتعلَّم أن إعلان مشيئة الله هو في المقام الأول رغبة قلب الرب، بل ومسرته قبل أن تكون رغبتنا وطِلبتنا نحن.

يستخدم الرب ثلاثة أفعال متتالية جميلة فيقول: «أُعلِّمك» ثم: «أُرشدك» الطريق التي تسلكها، وأخيرًا «أَنصحك عيني عليك (بعيني التي عليك)». ومن الجميل أن نلاحظ هذه الثلاثية التي يستخدمها الرب معنا لإرشادنا وهدايتنا: فهو يعطينا التعليمات اللازمة والصحيحة، فهو وحده الخبير بأعماقنا، وبالظروف، وبالناس، وبالمستقبل وبكل شيء. لذا فتعليماته دائمًا صحيحة وصادرة من قلبٍ صالح عطوف. كما أنه يرتقي بنا فيعلِّمنا فكره من خلال كلمته، فنفهم طرقه ونتعلَّم مبادئه، فتتدرب أفكارنا وحواسنا على استيعاب إرادته وسرعة اكتشاف مشيئته. كما أنه ينصحنا، يُشير علينا كأبناء بالغين، فهو المُشير ( إش 9: 6 )، والذي له المشورة، ذاك الذي «مَنْ صار له مُشيرًا؟» ( رو 11: 34 ).

لقد حدثنا الرسول يوحنا عن عائلة الله في رسالته الأولي أصحاح2 وقسَّمها إلى ثلاث فئات: الأولاد، أي الأطفال الصغار روحيًا الذين غُفرت لهم الخطايا، وهؤلاء لهم وعد الرب أنه يعطيهم التعليمات المفيدة، حتى لو لم يمكنهم استيعاب أبعادها أو عمق أغراضها. ثم الأحداث البالغين الذين كلمة الله ثابتة فيهم، وهؤلاء يعلِّمهم الرب طريقه من خلال دراسة كلمته، فيعلمون أغراضه بشكل أعمق وأدق. وأخيرًا هناك الآباء الناضجين الذين عرفوا الذي من البدء، والذين بسبب التمرُّن صارت لهم الحواس مدرَّبة. هؤلاء يشير الرب عليهم بفكره من خلال لغة العيون ـ إن جاز التعبير ـ وهي تصوير للعلاقة الوثيقة. إن عين الرب هي على كل أولاده، إلا أن الناضجين فقط هم الذين عيونهم عليه، ويفهمون مشورته حسب عينه التي هي عليهم.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net