الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 1 إبريل 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نوعا الألم في الجلجثة
تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي.. كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنِ انْتِظَارِ إِلَهِي.. اعْتَزَّ مُسْتَهْلِكِيَّ أَعْدَائِي ظُلْمًا..رَدَدْتُ الَّذِي لَمْ أَخْطَفْهُ ( مز 69: 3 ، 4)
على الصليب تألم المسيح من مصدرين؛ من الله، ومن البشر. ويمكن أن نضيف مصدرًا ثالثًا، لكننا سنعتبر الشيطان والناس فريقًا واحدًا.

لقد ظل المسيح على الصليب ست ساعات، من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة بعد الظهر حسب توقيتنا الحاضر. ولقد كان في الثلاث ساعات الأولى نور، بينما غطى الكون الظلام في الساعات الثلاث التالية. والفارق كبير بين آلام المسيح في هاتين الفترتين.

* فالمسيح تألم في الفترة الأولى من يد البشر؛ وبالتالي فإنه تألم كشهيد. وهو إن كان له النصيب الأوفر من هذه الآلام، لكن كان نوع آلامه التي تحملها من يد الإنسان هي من ذات نوع آلام باقي الشهداء. فبطرس مات مصلوبًا، وكثير من الشهداء ماتوا ميتات بشعة. وهكذا المسيح تألم من يد البشر كشهيد. لكن ليست هذه الآلام هي التي خلَّصتنا، بل الآلام التي احتملها المسيح من يد الله.

* ولقد كان ما احتمله المسيح من يد البشر ظلمًا فاضحًا. أ ليس عجيبًا حقًا أن يقول بيلاطس: «لم أجد فيه عِلةً واحدة»، ثم يستطرد قائلا: «فأنا أُؤدبه وأُطلِقُهُ» ( لو 23:  14، 15)! فإن كان لا يوجد فيه عِلة واحدة فعلامَ يؤدبه؟! ثم لمّا لم تنجح محاولة تخليصه من أيدي الشاكين الحاسدين قال: «إني بريء من دم هذا البار!»، ثم «أسلَمَهُ ليُصلَب» ( مت 27:  24-26)! ومرة أخرى نقول: أي عدل هذا أن يُصلب البار؟!

لكن على الجانب الآخر، فإن ما احتمله المسيح من الآلام من الله الديان كان بالعدل. لقد كان المسيح في ساعات الظلام يسدد دينًا علينا، كان من المحتَّم سداده. نتذكَّر أن الرسول بولس كان قد تعهد أمام فليمون من جهة العبد أنسيمس قائلاً: «أنا أُوفي». والأرجح أن بولس لم يعوِّض فليمون بشيء إذ كان سجينًا ولا يمتلك شيئًا، أما المسيح فكما نقول في ترنيمتنا الجميلة:

قد وفى ديني كُلهُ الحَمَلْ
حينما ماتَ لذا قال قد كَمَلْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net