الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 إبريل 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قادر أن يُعين المُجرَّبين
لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ (المسيح) قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ ( عب 2: 18 )
عندما يؤخذ منا أحباؤنا، مَنْ يفهم حزننا وألمنا مثل الشخص المبارك الذي بكى عند قبر لعازر؟ وعندما نكون منفردين، هو يكون معنا، لأنه جرَّب الانفراد والوحدة أكثر من غيره. هو الذي قال «سَهِدتُ وصرتُ كعصفورٍ منفردٍ على السطح» ( مز 102: 7 ).

وعندما يتركنا الأصدقاء، مَنْ يستطيع أن يحنو علينا مثل الشخص الذي يقول عنه الكتاب «فتركه الجميع وهربوا»؟ ( مر 14: 50 ). وعندما يُساء فهمنا، أو عندما لا يُظهر أولئك الذين نتحدث معهم عن صعوباتنا أي اهتمام أو عطف، فهو الذي يعطف علينا ساعة الحزن الشديد، لأنه جاز في طريق أكثر صعوبة منا، وهو الذي صرخ مرة قائلاً: «انتظرت رقة فلم تكن، ومُعزين فلم أجد» ( مز 69: 20 ). وعندما أخبر تلاميذه أن واحدًا منهم سيخونه ويسلِّمه لكي يموت لأجلهم، لم يُظهروا اهتمامًا جادًا بالأمر، لكنهم تباحثوا فيما بينهم عمَّن هو الأعظم ( لو 22: 19 ، 24). وعندما نحتاج إلى النور، مَنْ يستطيع أن يُعيننا أكثر منه، وهو الذي ذُكر عنه سبع مرات في إنجيل لوقا أنه ذهب ليُصلي. نعم لقد كان يقضي الليل كله في الصلاة قبل أن يقوم بأداء أمور هامة! هذا هو كاهننا العظيم في السماء، الذي هو «حيٌّ في كل حين ليشفع (فينا)» (عب7: 25). إنه الآن لم يَعُد يواجه أية صعوبات. فبالنسبة له قد انتهت المعركة! لكنه بهذا يستطيع أن يكرِّس نفسه تمامًا لمعونتنا، مستخدمًا كل المعرفة التي اكتسبها باختباره الشخصي عن الصراع والصعوبات.

والآن أستطيع أن أسأل نفسي: هل أُقابل صعوبات واضطهادات في طريقي؟ إذا حدث هذا فإني أستطيع أن أجد المعونة في شفاعة المسيح. إنه يشفع إلى التمام عالمًا بالتعزية التي ينالها الإنسان من الله، لأنه هو نفسه تلقاها عندما كان في نفس الظروف هنا على الأرض. إنه يعرف كيف يُعزي النفس في ضيقاتها واضطراباتها. إنه يعطيني كل ما أحتاجه. هل أحتاج إلى معرفة؟ هل أحتاج إلى إرشاد في طريقي؟ إن مخازن محبة الآب أوسع من حاجاتنا. والله الآب قادر أن يفعل لا ما أطلبه في صلاتي فقط، ولا ما أفتكر أن يفعل، بل أكثر مما أطلب أو أفتكر، وكل هذا نتيجة لشفاعة المسيح لأجلي.

إنها النعمة التي في قلبه والمتجهة إلينا هي التي تسعى لإتمام هذا. وهو يُخبرنا بهذا حتى يُمكننا أن «نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينهِ» ( عب 4: 16 ).

هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net