الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 8 مايو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
علامات مجيء المسيح
وَفيِمَا هُوَ جَالِسٌ..تَقَدَّمَ إلَيْهِ التَّلاَميِذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ: قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هيَ عَلَامَةُ مَجِيئِك،وَانقِضَاءِ الدَّهْرِ؟ ( مت 24: 3 )
حديث الرب الوارد في متى 24؛ 25 هو أكمل وأروع حديث عن نهاية العالم. ولا نهاية لحديث الناس عن هذا الموضوع الخطير. علماء في الفلك، وعلماء في الطبيعة، وعلماء في اللاهوت يكتبون عن نهاية العالم، ولا قيمة تُذكر لِما يكتبون، فهم يتخبطون خبط عشواء؛ وأما الكتاب المقدس فليس كذلك. إنه «الكلمة النبوية» ( 2بط 1: 19 )، ونحو ثلثه نبوات تتحدث عن المستقبل بكلام في منتهى الدقة. الكتب الأخرى تحدثنا عما تم في الماضي، وتتفاوت في دقتها بعضها عن بعض. أما الكتاب الوحيد الذي يحدثنا عن المستقبل فهو الكتاب المقدس، وذلك لأنه كتاب الله، ولا فرق عند الله بين الماضي والحاضر والمستقبل.

والرب بهذه النبوة الجامعة أنهى خدمته كنبي، وكان عتيدًا أن يمضي إلى الصليب ليمارس عمله الكهنوتي، ثم بعد القيامة يصعد إلى السماء ليواصل خدمته الكهنوتية لأحبائه المؤمنين في الأقداس السماوية، وهو ذكر هنا أنه سيعود في نهاية الدهر ليؤسس ملكوته السعيد. وبذلك هو يتمم وظائفه الثلاث التي لأجلها مُسِح: أن يكون هو صوت الله الأخير للبشر، ثم أن يقوم بعمل الفداء وعمل الشفاعة، وأخيرًا أن يملك مُلك البر والسلام على كل العالم.

وأسئلة التلاميذ هنا لها علاقة معًا، ولها علاقة بما قاله المسيح في ختام الأصحاح السابق: «لا ترون وجهي حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب». ولهذا كان سؤالهم، إن كنت ستأتي ثانيةً فما هي علامة مجيئك؟ لقد كان مجيئه الأول على وشك أن يُختم بصليبه. لكن المسيح أشار إلى مجيئه ثانية، وفي هذا المجيء سيجلس كالملك على كرسي مجده، فتنتهي فترة الملكوت السري، وبالتالي ينتهي الدهر الحاضر، ليبدأ الدهر الآتي.

ونتعلم من بقية أجزاء العهد الجديد أن مجيء الرب سيكون على مرحلتين: الأولى هي الاختطاف، وهو سري، ولأحبائه فقط ليأخذهم إلى بيت الآب ( يو 14: 1 -3؛ 1كو15: 51، 52)؛ والمرحلة الثانية هي الظهور، وهو علني، وستراه كل عين، حيث سيأتي لكي يملك على كل الأرض ( رؤ 1: ).

عزيزي: هل أنت مستعد لمجيء المسيح الذي قد يحدث في أية لحظة. إن المسيح في هذا الحديث لم يكتفِ بإنارة أذهان تلاميذه من جهة الأحداث المرتبطة بمجيئه، لكن في مرات كثيرة أكد على ضرورة السهر، حيث إنه سيأتي في لحظة لا يتوقعونها.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net