الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
استراتيجية الخداع
فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ ( تك 3: 4 ، 5)
خدع الشيطان حواء من خلال مزيج ماكر من أكاذيب بكل ما في الكلمة من معنى، وأنصاف حقائق، وأكاذيب مقنعة ومتخفية في صورة حقيقة. بدأ يزرع بذور الشك في عقلها عن ما قاله الله فعلاً «أ حقًا قال الله؟» ( تك 3: 1 ). بعد ذلك قادها أن تتعامل بلا اكتراث مع كلمة الله، وأوحى إليها أن الله قال شيئًا في الحقيقة هو لم يَقُله. قال الله: ”لا تأكل من ثمر الشجرة“، لكن حواء نسبت الكلام إلى الله كأنه قال: «لا تَمَسَّاهُ» ( تك 3: 3 ).

وخدع الشيطان حواء بأن جعلها تشك في صلاح الله ومحبته ومقاصده، فسأل: «أ حقًا قال الله لا تأكُلا من كل شجر الجنة؟». والمعنى المقصود هنا هو ”هل وضع الله قيودًا على حريتكما؟ يبدو أنه لا يريد سعادتكما“.

والحق أن الله قال: ”أنتم أحرار لتأكلوا من أيٍّ من شجرة الجنة ما عدا واحدة“ ( تك 2: 16 ). والحق أن الله إله كريم وسخي. ففي هذه الجنة الواسعة الفسيحة، وضع الله لافتة واحدة فقط تقول: ”ابتعد ... لا تأكل من شجرة معرِفة الخيرِ والشر“. علاوة على ذلك، فإن القيد الوحيد الذي فرضه الله كان في صالح الزوجين، وكان الهدف منه بركتهما وسعادتهما إلى أجَل طويل. كان الله يعلم أنهما إذا أكلا فسوف يموتان، وعلاقتهما معه ستنقطع، وسوف يُصبحان عبدين: للشيطان، وللخطية، ولنفسيهما.

أكثر من ذلك فقد خدعت الحية حواء بالكذب عليها فيما يتعلَّق بنتائج اختيارها بعدم طاعة الله. قال الله: «يوم تأكل منها موتًا تموت» ( تك 2: 17 )، ورد الشيطان بالضد:«لن تموتا!» ( تك 3: 4 ).

لقد أغوى الشيطان حواء بتقديمه لها كل أنواع الفوائد إذا هي فقط أكلت من الشجرة المُحرَّمة ( تك 3: 5 )، ووعدها بعالم متسع من المعرفة والخبرة سوف ينفتح أمامها. وأكد لها أنها ستُصبح مساوية لله، وهذا يعني، أنها يمكنها أن تكون إله نفسها «وتكونانِ كاللهِ».

أكلت حواء، لكن بدلاً من المكافآت الموعودة، وجدت نفسها وفمها يمتلئ بكل هذه الطفيليات: خزي، شعور بالذنب، خوف، وشعور بالاغتراب. لقد كُذِبَ عليها، لقد انخدعت.

إن الشيطان يَعِد بأفضل شيء، لكنه يمنح الأسوأ؛ يَعِد بالكرامة فيعطي الخزي، يَعِد بالمُتعة فيُعطي الألم، يَعِد بالربح فيُعطي الخسارة، يَعِد بالحياة فيُعطي الموت. فلماذا إذًا نسقط في خداعه؟ ولماذا نذهب إلى الطُعم؟

ن. لي دي موس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net