الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حذار من الانحدار
وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا ( تك 12: 10 )
هذه هي المرة الأولى في الكتاب التي يَرِد فيها ذكر ”مصر“، وهي تَرِد هنا كما في كل مرة أخرى للإشارة إلى الاتحاد بالعالم، والاتكال على ذراع البشر «ويلٌ للذين ينزلون إلى مصر للمعونة ... ولا يطلبون الرب» ( إش 31: 1 ).

لقد أُرسلت المجاعة لأجل امتحان إيمان أبرام. المجاعة في أرض الموعد؟! يا له من امتحان! كان الله يريد أن يرى إذا ما كانت لأبرام ثقة في صلاحه حتى إن المجاعة لن تستطيع أن تهز ثقته في إلهه، ولكن وا أسفاه! لقد تصرَّف أبرام كما نفعل نحن كثيرًا؛ لقد طلب أن يستريح من الصعاب بدلاً من أن يستفيد من التجربة. ونلاحظ أنه حين حدث الجوع، لم يطلب أبرام مشورة الرب؛ كان أبرام يتحرك بحكمة جسدية وهي التي تبحث دائمًا عن الخلاص بالالتجاء إلى المعونات والوسائل البشرية، بل أيضًا بالاستناد على أي شيء بدلاً من الاتكال على الله الحي. وما أكثر ما يقع أولاد الله في هذا الخطأ! فنحن لنا إيمان بالله من جهة المستقبل الأبدي، لكننا نخشى أن نستند عليه لأجل احتياجاتنا وأعوازنا الزمنية. ونرى هنا رجلاً قد قطع رحلة طويلة من أور الكلدانيين إلى كنعان مُستندًا على وعد الرب، لكننا نراه هنا يتراجع عن الاتكال عليه في وقت الجوع! إنه شيء مُحزن، لكننا نفعله كثيرًا!

إن خطية واحدة تقود إلى الأخرى. والإخفاق في محبتنا لله يقودنا للفشل في إظهار المحبة نحو القريب. فلما نزل أبرام إلى مصر، لجأ إلى الخداع، وأنكر أن سارة كانت امرأته، وبذلك عرَّض كرامة أقرب وأعزّ شخص إليه للخطر. وا أسفاه! هذا هو الإنسان! لكن الله لم يسمح أن تفشل مقاصده «إن كنا غير أُمناء فهو يبقى أمينًا، لن يقدر أن يُنكر نفسه» ( 2تي 2: 13 )، وهذا ما نراه هنا. لقد تدخل الرب «فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام» (ع17)، والنتيجة «فصعد أبرام من مصر هو وامرأته وكل ما كان له ... إلى مكان المذبح الذي عمله هناك أولاً. ودعا هناك أبرام باسم الرب» ( تك 13: 1 -4). لقد رجع إلى نفس المكان الذي كان قد تركه، وعاد يعمل نفس «الأعمال الأولى» ( رؤ 2: 5 ). إن تجواله في مصر كان وقتًا ضائعًا.

وإن ضللنا في الطريقْ يطلُبُنا بنفسِـهِ
فإنه الراعي الأميـنْ يهدينا من أجل اسمهِ

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net