الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 25 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أفكار عن خدمة الرب
إذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ المْسَيِحِ، كَأَنَّ الله يَعِظُ بِنَا ( 2كو 5: 20 )
ونحن نتأمل نعمة الرب العجيبة المتجهة إلينا، فإن الاشتياق يستعر تلقائيًا داخلنا لأن نخدمه، ونخدمه بإخلاص. وهذا ما يُسِر قلبه فعلاً، أن يرانا مستعدين لأن نُنفِق ونُنفَق من أجله في هذا العالم الأناني. وبكل يقين فإن هذا التوجه يسير بنفس خُطى رجليه الكريمتين إذ جاء إلى العالم كالمتمنطق «لا ليُخدَم (رغم كونه سيد الكل) بل ليَخدِم»، واستطاع أن يقول لتلاميذه: «أنا بينكم كالذي يخدم» ( لو 22: 27 ). ومن الأهمية القصوى أن تكون خدمتنا حسب فكره، وإلا ما كانت الخدمة خدمة، وما جلبت الفرح لقلبه، ولا المكافأة لمَن يؤدونها.

إن الخدمة في صورتها الصحيحة هي تعبير عن نعمة الله. فنعمة الله مصدرها، وهذه النعمة هي طريقته المباركة في تسديد احتياج النفوس «إذ صعد إلى العلاء .. أعطى الناس عطايا» (أف4). وأما روح الخدمة الحقيقية فهي «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أع 20: 33 - 35). إنه هو الذي يدعو خدامه ويعيِّنهم ( غل 1: 1 ؛ 1تي1: 1؛ أع20: 24)، وهو الذي يؤهلهم لتلك الخدمة ( 2كو 3: 4 - 6)، وهم مسؤولون أمامه، وبعد قليل جدًا سيقفون أمامه، ويعطون حسابًا عن خدماتهم أمام كرسي المسيح ( 1كو 3: 12 ، 15؛ 2كو5: 9).

لا تقبل أن تُدخِل طرفًا آخر بينك وبين الرب، ولا تقبل أن يُنفق عليك الناس ويعولوك، وأن تقدم حسابًا لهم: هل هذا هو ترتيب الله؟ ألا يُعتبر هذا على الأقل إزاحة للإيمان جانبًا، واستبداله بالاتكال على الدعم البشري؟ أوَ لا يُهان الرأس عندما، أُناس أقامهم البشر، يأخذون على عاتقهم مهمات خاصة به وحده؟

في 1كورنثوس9 نرى بولس يحتج في ع19 أنه كان «حُرًا من الجميع»، ويقول في ع18 إنه قدَّم إنجيل المسيح «بلا نفقة» وهذا هو مجده، فقد كان يشتغل بيديه، ويسدد احتياجاته. وقد ذكَّرهم بأنه خادم للرب وليس خادمهم، وأنه لمولاه سواء نهض أو وقع.

هناك حالات يدعو فيها الرب إلى خدمة خاصة، بحيث لا يقدر الذين يؤدونها أن يعملوا، ولا أن يأتوا بما يسد احتياجاتهم، وفي هذه الحالة على قديسي الله أن يدبروا لاحتياجاتهم ولا يتركوهم معوزين. لكني أعتقد أن هذه الحالات نادرة جدًا. وعمومًا، فإن مشيئة الرب لقديسيه هي أن يبقوا على أشغالهم ( 1كو 7: 20 - 24). ليرشدك الرب يا عزيزي.

و .و. فراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net