الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 يونيو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الترتيب الإلهي وترتيب الناس
وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَ(لكن) مَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ ( إش 53: 9 )
لقد رتّب الإنسان أن يجعل قبر قدوس الله مع الأشرار؛ مع اللّصين اللذين صُلبا معه. ولكن الله الآب كان قد رتّب ترتيبًا آخر، وكانت إرادته على خلاف إرادة الإنسان. فوضِع جسد الرب المبارك في قبر رجل غني من الرامة يُدعى يوسف، كان تلميذًا ليسوع. وما أجمل أن نقرأ أنه: «كان في الموضع الذي صُلب فيه بستانٌ، وفي البستان قبرٌ جديد لم يوضع فيه أحدٌ قط» ( يو 19: 41 ).

وفي يوحنا19: 30 نقرأ: «فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل. ونكَّس رأسهُ وأسلمَ الروح» وقد أخذت يد الآب المُحِبة الرقيقة، بل القوية أيضًا تعتني بجسد ربنا المبارك، إذ أكمل الفداء بمثل هذه الكُلفة الغالية. صحيح بسماح من الله وإلى حين «كان منظره كذا مُفسَدًا أكثر من الرجل، وصورته أكثر من بني آدم» لكن كل تدبيرات الإنسان وترتيباته قد طُرحت الآن جانبًا، والكل الآن أصبح بترتيب الآب «لأن الآب يُحب الابن» ( يو 5: 20 ).

ثم نقرأ أيضًا «فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوبين معه. وأما يسوع فلما جاءوا إليهِ لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوهُ قد مات. لكن واحدًا من العسكر طعن جنبهُ بحربة، وللوقت خرج دمٌ وماءٌ». وفي العهد الجديد نقرأ عن هذا الدم أننا افتُدينا من سيرتنا الباطلة «بدمٍ كريم، كما من حَمَلٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح» ( 1بط 18: 1 ، 19).

والعسكر لم يكسروا ساقي الإنسان يسوع المسيح لكي يُعَجِّلوا موته، حاشا. لأن الترتيب الإلهي هو أن المسيح يضع حياته من أجل خاصته، وأن يموت بإرادته «ليس أحدٌ يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي» ( يو 10: 18 ). وأيضًا «لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل: عظمٌ لا يُكسر منه. وأيضًا يقول كتابٌ آخر: سينظرون إلى الذي طعنوه» ( يو 19: 36 ، 37).

وبترتيب إلهي امتدت أيد عطوفة ورقيقة وتسلَّمت جسد يسوع ولفته بأكفان مع الأطياب. كانت أيدي نيقوديموس ويوسف الرامي والأخوات الحبيبات تخدم خدمتها الجميلة، بينما كانت قلوبهم تقطر ألمًا وحزنًا. وبنفس هذه المشاعر الحزينة ستسأل بقية تقية من شعبه الأرضي في يوم عتيد قائلة: «ما هذه الجروح في يديك؟»، وسيكون جواب المُخلِّص الكريم: «هي التي جُرحت بها في بيت أحبائي» ( زك 13: 6 ).

فردريك جيننجز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net