الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صموئيل وسِماته الأدبية
وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ.. ( 1صم 12: 23 )
تُخبرنا كلمة الله في 1صموئيل12 عن أربع سِمات ارتبطت بحياة صموئيل، وتتفق مع رسالة يعقوب:

(1) البر: إن كلمة البر تعني الاستقامة، ولقد عاش صموئيل حياة الاستقامة وهو يقول للشعب: «أنا قد سِرت أمامكم منذ صِباي إلى هذا اليوم. هأنذا فاشهدوا عليَّ قدام الرب وقدام مسيحه: ثورَ مَن أخذت، وحمار مَن أخذت، ومَن ظلمت، ومَن سحقت، ومن يد مَن أخذت فِدية لأُغضي عينيَّ عنه، فأرُد لكم؟ فقالوا: لم تظلمنا ولا سحقتنا ولا أخذت من يد أحد شيئًا» ( 1صم 12: 2 -5). هنا نجد الجانب التطبيقي للإيمان؛ أي الحالة لا مجرد المقام أمام الله «ترون إذًا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده» ( يع 2: 21 -26).

(2) التواضع: لقد قال صموئيل للشعب: «فأرسل الرب يَربعل وبَدَان ويفتاح وصموئيل» ( 1صم 12: 11 )، ونلاحظ أنه يضع نفسه آخر الكل. وبصفته المتكلّم، كان يمكنه أن يضع نفسه في الأول، وبعد ذلك يضع الآخرين، كما يُسمَع في حديث البعض، فيقول: أنا وفلان. وهو لم يضع اسمه أخيرًا لأنه جاء بعدهم، ولكنه كأنه يقول إني أصغر الكل. وفي هذا قال الرسول يعقوب: «يقاوم الله المُستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» ( يع 4: 6 ).

(3) الصلاة: لقد أخذ صموئيل على عاتقه أن لا يكف عن الصلاة من أجل الشعب فقال: «أما أنا فحاشا لي أن أُخطئ إلى الرب فأكُف عن الصلاة من أجلكم» ( 1صم 12: 23 ). أ لعلنا نشعر بهذه المسؤولية أن نصلي لأجل إخوتنا؟ لقد تكررت كلمة الصلاة في يعقوب5: 13-18 سبع مرات، لِما لها من أهمية كبيرة في حياتنا. قال الرسول يعقوب: «طِلبة البار تقتدر كثيرًا في فِعلها»، وهذا ما تبرهن في صموئيل عندما «دعا صموئيل الرب فأعطى رعودًا ومطرًا في ذلك اليوم» ( 1صم 12: 18 ).

(4) التعليم: «بل أُعلِّمكم الطريق الصالح المستقيم» ( 1صم 12: 23 ). والطريق الصالح المستقيم هو أن يتقي الشعب الرب، ويعبده بالأمانة من كل قلوبهم ( 1صم 12: 24 ). وقبل أن يُعلّمهم صموئيل هذا الطريق، عاشهُ هو أولاً في حياة البر والتواضع والصلاة المستمرة لأجلهم، وبذلك استطاع أن يأخذ دور المُعلّم، وينطبق عليه القول: «مَن هو حكيمٌ وعالمٌ بينكم، فَليُرِ أعماله بالتصرف الحَسَن في وداعة الحكمة» ( يع 3: 13 ). لقد فعل صموئيل كما فعل سَيِّدنا المعبود، إذ كان يفعل أولاً، وما يفعله كان يُعلِّم به ( أع 1: 1 ).

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net