الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 16 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أربع شخصيات في سفر راعوث
لِيُكَافِئِ الرَّبُّ عَمَلَكِ, وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ..الَّذِي جِئْتِ لِكَيْ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ ( را 2: 12 )
تتجلى في سفر راعوث4 شخصيات تتصف بأحلى الصفات:

أمومة المشاعر: أظهرت ”نُعمي“ عواطف الأمومة تجاه كنتيها، متمنية أن يصنع الرب معهما إحسانًا ويُعطهما أن تجدا راحةً كل واحدة في بيت رجلها، وقبَّلتهما باكية قائلة: «إني مغمومة جدًا من أجلكما». وفي الأصحاح الثاني تُقدّم ”نُعمِي“ نصيحة مُخلِصة حفظًا لسلامة راعوث: «إنه حسنٌ يا بنتي أن تخرجي مع فتياته حتى لا يقعوا بكِ في حقلٍ آخر». وفي الأصحاح الثالث يزداد اهتمامها بمستقبل راعوث، فقالت لها: «يا بنتي ألا ألتمس لكِ راحة ليكون لكِ خيرٌ؟»، فتقودها للارتباط بالولي الشرعي ” بُوعَز“، وتطمئن على نجاح مهمتها بقولها: «مَن أنتِ يا بنتي؟»، ثم تطمئنها من جهة الارتباط به بقولها: «اجلسي يا بنتي ... الرجل لا يهدأ حتى يتمم الأمر اليوم». وأخيرًا تجلَّت مشاعرها عندما «أخذَت نُعمي الولد ووضعته في حضنها وصارت له مُربية».

(1) وخضوع الأصاغر: أظهرت ”راعوث“ الخضوع والتقدير لحماتها، فنراها بدايةً تلتصق بها فلا يفصلهما إلا الموت، وتحمَّلت مسؤولية إعالتها بعد أخذ موافقتها للذهاب للحقل للالتقاط، عاملة باجتهاد. وقد عُرفت خدمتها لحماتها للجميع في قول ”بُوعَز“ لها: «إنني قد أُخبِرت بكل ما فعلتِ بحماتك». ويُختم الأصحاح الثاني بعبارة «وسكنت مع حماتها»؛ أي في هدوء وسكينة، وسلام وصفاء.

(2) نعمة الأكابر: كان ”بُوعَـز“ جبار بأسٍ، كبيرًا في مكانته وغناه وأخلاقياته بين شعبه، وكان موَّقرًا وتقيًّا، له مكان بباب المدينة، وأظهر نعمة عظيمة تجاه الموآبية الغريبة حتى إنها تعجبت قائلة له: «كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر إليَّ!». ويستمر بُوعَز في إظهار النعمة، فيناولها الفريك لتأكل، ويأمر غلمانه أن ينسلوا الشمائل لها، ويتولى كالولي أمر الفكاك، ويقبل الزواج بها.

(3) مكافآت القادر: كافأ الرب عمل راعوث، وكان أجرها كاملاً من عنده، فعوَّضها بالزوج الصالح، وبالنسل المبارك الذي منه جاء المسيح حسب الجسد. كما كافأ بُوعَز بإعطائه امرأة مشهودًا لها أنها «امرأة فاضلة» (3: 11). وكافأ نُعمِي بالكنَّة التي هي خير لها من سبعة بنين، ولم يُعدِمها وليًا يكون لها لإرجاع نفسها وإعالة شيبتها (4: 13-15). فيا له من إلهٍ قادرٍ أن يفعل فوق كل شيء، أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر! ( أف 3: 20 ).

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net