الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخـوف
ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ... لاَ تَخَفْ! آمِنْ فَقَطْ، فَهِيَ تُشْفَى ( لو 8: 48 ، 50)
تخشى الناس أهوالاً تقف أمامها عاجزة، ولا تقدر أن تفعل شيئًا حيالها، إن باغتتهم لا تنفعهم أموالهم ولا علومهم، ومن تلك المآسي التي تحل دون سابق إنذار أو استئذان:

1 - الكوارث الطبيعية: غير متوقعة وغير مُبرَّرة، وغالبًا غير محسوب مواجهتها.

2 - الأوباء المستعصية: وحوش تلتهم الأجساد، لم يجد الطب لها حلاً، وضحاياها في ازدياد، ومن شبَح أعراضها تذعر القلوب وترتعد الفرائص، ويخشاها الصحيح والعليل، الصغير والكبير.

3 - الأعمال الشيطانية: أعمال السحر وسُكنى الأرواح الشريرة، يقف أمامها العلم عاجزًا والطب قاصرًا. بالنسبة لغير المؤمنين، لا يمنع شرها تحصين أو تأمين، بل معرَّضين كل حين لغزو هذا العدو غير المنظور.

4 - سطوة الموت العاتية: عدو للإنسان، لا يمنعه جيش ولا سلطان، لا علم ولا مال. يخشاه الرؤساء والسلاطين كما البسطاء والمساكين.

وفي أصحاح 8 من إنجيل لوقا نرى الرب يسوع يُظهر سلطانه في ذات المجالات التي ظهر فيه خوف الإنسان وعجزه. سلطان على الطبيعة (ع22-25)، وعلى الأرواح النجسة (ع26-39)، وعلى الأمراض المستعصية (43-48)، وعلى الموت (49-56).

وفي المشاهد الأربعة السابقة نقرأ عن الخوف، لكن خوف يختلف عن خوف:

(1) خوف المهَابة والتقدير (ع25): خاف التلاميذ، متعجبين من سلطانه على البحر والرياح.

(2) خوف من قضاء الله (ع35): خاف أهل كورة الجدريين من المسيح، بدلاً من أن يقبلوه.

(3) خوف الخجل والعار (ع47): خافت المرأة من أنظار الناس، لكنها هدأت بكلمات السَيِّد.

(4) خوف الحيرة والعجز (ع50): رأى الرب الخوف في قلب يايرس، عندما سمع أن ابنته قد ماتت.

لم يعلِّق الرب على النوعين الأولين، بينما نراه يعالج النوعين الأخيرين لأنه أولاً أراد أن يُطمئن امرأة قلبها خائر، فلم تَعُد مُنجَّسة بسبب دائها العضال الذي طال «ثقي يا ابنة، إيمانكِ قد شفاكِ، اذهبي بسلام» (ع48). وثانيًا أراد أن يُطمئن رجلاً قلبه حائر، كي يثق في صلاح الله وقدرته أن يُقيم من الموت.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net