الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 7 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ساقية الوديان
أَمَّا إِخْوَانِي ..غَدَرُوا مِثْلَ الْغَدِيرِ. مِثْلَ سَاقِيَةِ الْوِدْيَانِ يَعْبُرُونَ،..هِيَ عَكِرَةٌ مِنَ الْبَرَدِ،وَيَخْتَفِي فِيهَا الْجَلِيدُ ( أي 6: 15 ، 16)
يا مَن قصدتم ساقية الوديان بل ورجوتموها، أما خزيتم فيما انتظرتم فهجرتموها؟ هل أوجَعَكم غَدرُ الإخوانِ بل وتقلباتُ الأزمانِ فكرهتموها؟ هلاَّ تتوجهون إلى صحيحِ المعوانِ وجزيلِ إمكانياتِه فتختبروها؟

ولكن ما هو الغدير وما هى ساقية الوديان ومن هو الناطق بهذهِ الآية؟ الغديرُ هو قطعةٌ من الماءِ، تغدُر بمسارِ النهر الأساسي، بمعنى أنها تتركُ خط سير النهر وتنزلق إلى مكانٍ وطيء لتجريَ بين الوديان. وعندما تترك مسارَ النهر الأساسي يغادرها السيل، بمعنى أن المنبع الأساسي الذي يغذي النهر، يكُفُ عن تغذيتها، فتغدو ضعيفة بلا نبعٍ متجدد. وهكذا تجري بين الوديان، قليلة الماء، فتعجَز عن تحقيق مطالب مَن يقصدونها. ففي الشتاء، يتحول ماؤها إلى جليد، ومع حرارة الصيف يتبخَر ماؤها فينقطع مسارُها، فتغدو صيفًا وشتاءً بلا نفع. منظرٌ لا يعكس إلا الفقرَ والعجزَ عن تحقيق المطالب. ولكنَّ المنظر الذي يعكِس خيبةَ الأملِ بالأكثر هو منظر مَن يقصدون ساقية الوديان ويغتَرُّون بها.

ولعل القارﺉ توقع من الشاهد الكتابي أعلاه، أن الناطق بهذِه العبارة هو أيوب. فلقد راح يوم بلواه ينتظر الرِثاء والرفق من أصحابه فاحمَرَّ وجهُهُ خزيًا. وراح يُشبِّهُ إخوانَه بالغدير وبساقية الوديان. وفي العبارات اللاحقة لهذِه الآية، يصف ساقية الوديان بما شرحناه فيقول: «التي هي عكرة من البرد، ويختفي فيها الجليد (شتاءً). إذا جرت انقطعت. إذا حَميَت جفت من مكانها (صيفًا). يُعرِّج السَّفر عن طريقهم (تحيد القوافل عن طريقها)، يدخلون التيه فيهلكون» ( أى 6: 16 -18). ولكن تخيَّل معي شقاءَ قافلةٍ مسافرةٍ، عَرَجَت عن مسارِها لتدخُلَ إلى مكان ساقية الوديان هذِه لترويَ غليلها، فإذا بساقية الوديان ليست بموجودةٍ ولم تَعُد تمثل، ولا حتى علامةً إرشادية على الطريق، فتاهت القافلة بحثًا عنها، وفقدت طريقها في صحراءٍ جرداء، فغَدَت في عطش مُميت وفاقدةَ دربِها بلا هُدى! واحسرتاه!! أخي هل نضبت سواقي البشر؟ لا غرابة، ارفع رأسَكَ، لِمَ يَضيق صدرُك؟ انظر إلى «المُفجِّر عيونًا في الأودية. بين الجبال تجري» ( مز 104: 10 )، انظر إلى «سواقي الله» فهيَ ملآنة ماءً ( مز 65: 9 ).

بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net