الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 17 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الروابط الروحية والطبيعية
مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي.لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي.. ( مت 12: 49 ، 50)
حيثما يعمل روح الله بالنعمة في النفوس، فهي تنقاد إلى التعاطف بعضها نحو بعض مُجتذبة برُبط المحبة الإلهية. لكن كثيرون يخونهم التوفيق بين مطاليب الله وشعب الله، وبين روابطهم العائلية. ونحن لا ننادي بإلغاء العواطف الطبيعية. حاشا. فإن انعدام هذه المشاعر من رفق وحنو وتعاطف بين ذوي القربى هو علامة من علامات الأزمنة الصعبة والأيام الأخيرة. لكن إن كانت هذه الروابط الطبيعية تطغي على محبة الله ومحبة المؤمنين، ولا تدَع مجالاً لممارسة النشاط الروحي لأجل خير وبركة الآخرين، وتكون هي الدافع والحافز المحرِّك والمسيطر على حياتنا، حينئذ لا نكون أبدًا في روح سيدنا وربنا المبارك. إن الروابط الروحية، إن توترت بعض الأحيان، لكنها لن تنفصم. ولا يمكن أن تنعدم الروابط التي تصل بين قلوب المؤمنين، ذلك لأنها في المسيح. إن العواطف الطبيعية جميلة في مكانها، لكن المسيح وحده هو الذي يشبع ويروي.

أحيانًا السعادة العائلية ومصالح أعزائنا من الصغار أو الكبار تطغي على نصيب الرب في قلوبنا وعواطفنا. ومن أجل ذلك أحياناً يتداخل الرب بشكل أو بآخر ليصلح هذه الأوضاع، وقد يكون تداخله مؤلمًا.

وفي الأعداد المقتبسة من متى47:12 - 50 واضح جدًا أن الروابط الروحية أهم وأقوى بكثير، وأولى بالاهتمام من كل رابطة جسدية. إن ضعف الكنيسة في هذه الأيام إنما جاء نتيجة الإخفاق في معرفة هذا الحق والتمسك به.

«لأن المحبة هي من الله» ( 1يو 4: 7 )، فإن كان واحد من القديسين يحبك، فأصل هذه المحبة نابع من قلب الله. ومن الأمور الطبيعية أن يجتذب أولئك الذين لهم شركة قوية مع الرب وعلاقة حُبية وثيقة به، إلى بعضهم البعض بصورة أقرب تماسكًا وأقوى تعاطفًا. وحيث يكون عمل إلهي في العواطف من جهة شعب الله كما هو ملحوظ في موسى وبولس ودانيال وعزرا، لا بد أن تكون هناك قوة للشفاعة والصلاة من أجلهم. وما أحوج شعب الله اليوم إلى شفعاء يصلُّون من أجلهم من بين معلّميهم ومُرشديهم، ومن بين شيوخهم وشيخاتهم، أمثال أبفراس لكي يجاهدوا من أجلهم بالصلوات.

يسوعُ مقياسٌ لنا في الحبِ والإحسانْ
فلتشغلَّنـا كلنا محبةُ الإخوانْ

ر.ر. كامبل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net