الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طل حداثته
شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ، فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ مِنْ رَحِمِ الْفَجْرِ، لَكَ طَلُّ حَدَاثَتِكَ ( مز 110: 3 )
في يوم ضعفه لم يكن الشعب مُنتدبًا، وكان قرارهم الأخير: «لا نريد أن هذا يملِك علينا». ولقد قال الرب لسكان أورشليم: «إنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا: مُبارك الآتي باسم الرب!».

وعندما يأتي ذلك اليوم الذي فيه يقولون: «مُبارك الآتي باسم الرب!»، عندئذ سيتم القول: «شعبُكَ مُنتدبٌ في يوم قوتك».

وكلمة «مُنْتَدَبٌ» هي ذات الكلمة المُترجمة في سفر النشيد «قوم شريف»، في القول: «فلم أشعر إلاَّ وقد جعلَتْني نفسي بين مركبات قوم شريف» ( نش 6: 12 ). وكيف لم يشعر؟ هل نسيَ الرب ما فعلوه به؟ هل نسيَ كم أبغضوه، وكم عانى من قسوتهم؟ نعم، لقد نسيَ كل ما أساءوا به إليه، وكأن تلك السنين الطويلة لا شيء بسبب محبته الشديدة لهم ( تك 29: 20 ).

«شعبُكَ مُنتدبٌ في يوم قوَّتك»: أي شعبك مُكرَّس ومستعد لقبولك وتتويجك ملكًا عليهم. وإن كان قديمًا قد أتى إلى أورشليم نحو ثُلث مليون شخص ليتوِّجوا داود بن يسَّى ملكًا عليهم (1أخ12)، فكم سيكون الأمر مع أصل وذرية داود، ربنا يسوع المسيح، في يومِ مجده؟ إن الأمة التي رفضته يومًا وتوَّجته بإكليل الشوك، ستتوجه كالملك المعظَّم في صهيون «اُخرُجنَ يا بنات صهيون، وانظرن الملك سليمان بالتاج الذي توَّجتهُ به أُمه في يوم عُرسِهِ، وفي يوم فرَح قلبهِ» ( نش 3: 11 ).

«من رَحِم الفجر» .. هذا تعبير شعري، يدل على مولد يوم جديد. فلقد غربت الشمس وأتى الليل عندما رُفع المسيح على الصليب، وستظل الظلمة باقية بالنسبة للشعب الأرضي حتى يتم القول: «ولكم أيها المُتَّقون اسمي تُشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها» ( ملا 4: 2 ). ونستطيع الآن أن نقول: «قد تناهى الليل وتقاربَ النهار» ( رو 13: 12 ). ومن رحم الفجر سيأتي الطَلّ الذي سينعش الأرض. والطَلّ صورة للكثرة ( 2صم 17: 12 ).

«لكَ طلُّ حدَاثتِكَ» هذا تعبير شعري آخر، وكأن الفجر له رحم. وهو يذكِّرنا بتعبير «أبناءُ الشبيبةِ» ( مز 127: 4 )، أي أبناء أيام شبابك. فالمسيح الذي مات في شبابه، ليحصل على النسل الكثير، سوف يحصل فعلاً على البنين من عند الرب، أجرة على تعبه، وسوف يملأ جُعبته من ”أبناءُ الشبيبة“ ( مز 127: 3 ، 5)، حتى إنهم يكونون كالطَلّ في الكثرة. هؤلاء هم طَلّ حَدَاثَة المسيح.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net