الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أفراتِيُّون في موآب
ذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا لِيَتَغَرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَابْنَاهُ .. أَفْرَاتِيُّونَ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ .. ( را 1: 1 ، 2)
يا له من عنوان يُنبئ بجسامة الخسارة، ويُحتِّم موت رجالٍ في عنفوان الشباب والنضارة، وعلى بقية العائلة العودة بنفوسٍ كسيرةٍ في مرارة. أفراتيون في موآب! وا حسرتاه! أفراتيون في موآب يا للخسارة!

يذكر الكتاب أن العائلة الكريمة هي من بيت لحم، ولكنه ينبِّر على كونهم ”أفراتيون“. و”أفراتة“ هي كلمة عبرية، تعني ”ثمر“، وهو الاسم الأصلي لبيت لحم اليهودية. وعين الكلمة بإضافة (أ – ي - م) في نهايتها، تعطينا كلمة ”أفرايم“ ومعناها ”ثمرٌ مضاعفٌ“. وأول مرة ورَد فيها هذا الاسم في كتاب الله: «ودعا اسم الثاني أفرايم قائلاً: لأن الله جعلني مُثمرًا في أرض مذلتي» ( تك 41: 52 ). وأُذكِّرك أيضًا أن يعقوب بعدما انتفض من فضيحة شكيم، وآب إلى بيت إيل ثانية، حيث أُعيد عليه ملخَّص لمقاصد نعمة الله، رحل من هناك، قاصدًا ”أفراتة“ ولكن في الطريق، ماتت راحيل ودُفِنَت في طريق أفراتة ( تك 35: 19 ). فقبل أن يصلَ إلى موضِع الثمرِ، أزاح الله العوائق قاتلة الثمر، فأمات راحيل، حاملة الأصنام في محلته.

أخي، أ تشتاق إلى حياة الخصوبة والثمر؟ أ لم تكن هذه رغبة العريس من نحو عروسه: «التينة أخرجت فجَّها، وقُعال الكروم تفيح رائحتها. قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي» ( نش 2: 13 )؟ أ لم تكن هذه رغبة الأصحاب أيضًا؟ «خُذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغار المُفسدة الكروم، لأن كرومنا قد أقعَلت» ( نش 2: 15 )؟ أَوَ لم يكن الثمر هو مأدبة العروس الكريمة التي إليها دعَت العريس:«ليأتِ حبيبي إلى جنَّتهِ ويأكل ثمرَهُ النفيس» ( نش 4: 16

بل على رأس الكلام، أ ليس هذا ما قصده سيدنا من نحونا في هذه الحياة: «ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر، ويدوم ثمركم» ( يو 15: 16 ). ولكن، وا أسفاه! فيمَ يضيع جُلُّ العمر؟ أ في إثر السراب كما قال أحدهم؟ أ في موآب؟ أين أليمالك؟ وأين محلون وكليون؟ بل وأين رجال أفراتة؟ أ ضمتهم قبور موآب؟ أخي دعنا نُثمر في أرض مذلتنا، وإن اشتد الجوع في بيت لحم، ودعنا نُثمر بالصبر، مع أن التربة الجيدة ليست بوفيرة، ولكن دعكَ من موآب، فمنها تعود النفس مريرة.

إنْ حَـلَّ في مُهْجَتي حُبًّا وبَاركَنـي



بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net