الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأبديات واقع عملي (2)
وَاَمْسِكْ بِالحَياةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتيِ إلَيْهَا دُعيِتَ ( 1تي 6: 12 )
قارئي العزيز .. ذكرنا في مقال سابق أن البر والقداسة وجهاد الإيمان الحَسَن هو أسلوب الحياة الأبدية لنُمسك بها، فهيا بنا لنرقى معًا هذا السُلّم.

(1) الحرية من الخطية: لا يمكن للنفس أن تتمتع بأي بر أدبي قبل الحرية من كل خطية «إذ أُعتقنا من الخطية صرنا عبيدًا للبر» ( رو 16: 18 ). وأي بنَّاء حكيم، لا بد أن يزيل التراب ويعمّق الحفر قبل أن يضع الأساس. هكذا لا بد للنعمة أن تزيل آثار الخطايا من نفوسنا قبل أن تصب قواعد برّها. وحياة الحرية لا بد أن يلازمها انفصال حقيقي واضح عن العالم.

(2) عبيد البر: وبعد أن تتحرر النفس من الخطية وترفضها، لا يصبح أمامها إلا البر لتطيعه «فنحن عبيد للذي نطيعه؛ إما للخطية للموت، أو للطاعة للبر» ( رو 6: 16 ). ودعونا لا ننسى أبدًا أن البر هو الجينات التي نتوارثها من الله ـ إن جاز لنا استخدام هذا التعبير ـ بالولادة منه «إن علِمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل مَن يصنع البر مولود منه» ( 1يو 2: 29 ). لاحظ أن هذه الجينات هي قاصرة على عائلة الله فقط، تمامًا كجينات المحبة. وإن كان الانفصال هو من أهم أساسيات الحرية، فالطاعة هي أهم الفضائل للإثمار للبر ( رو 6: 16 ). وبدون حياة البر الداخلية السرية، فكل الفضائل والخصال الظاهرية هي أوراق تين جوفاء ورياء مقيت.

(3) القداسة: بعد هذا يأخذنا الروح القدس من خلال الكلمة ليُثمر ويطبع فينا من الثمار الإلهية بالكلمة. فالقداسة هي الثمر التلقائي لحياة البر «وإذ أُعتقتم من الخطية صرتم عبيدًا لله ولكم ثمركم للقداسة» ( رو 6: 22 ). وهذه هي شهوة قلبه تبارك اسمه «قدسهم في حقك». وهكذا فالأبديات والفضائل الداخلية في الإنسان الباطن هي نتاج عمل الروح القدس مستخدمًا الحق ليزرعه في تربة البر لنفس تجاهد جهادًا حسنًا.

(4) جاهد جهاد الإيمان الحَسَن: بدون الجهاد لا يمكن التمتع بحياة البر، ولا يمكن لنا أن نجعل الأبديات المستقبلة واقعًا حاضرًا. والجهاد هو جهاد الإيمان الذي يعرف احتياجه سواء للبر أو لتحويل أحرف الكلمة إلى حق أدبي في النفس.

أحبائي أولاد الله .. يا مَن بدأتم تستشعرون مجد أورشليم السماوية .. حذار أن تظنوا للحيظة أن الجهاد قد انتهى. لا زال أمامنا الكثير، واصلوا الدموع وعوّلوا على إلهنا الحكيم القدير.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net