الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طاعة المسيح
أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ،... وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ،.. َأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ ( في 2: 7 ، 8)
لقد اتَّسَمت طاعة المسيح بطابع التوافق التام مع مشيئة الآب، فكان خضوعه لتلك المشيئة واضح الأسلوب ليس فيه التردُّد والتشكك. قد تبرز بين الناس طاعة هي نتاج الإقناع أو الرهبة، أو نتيجة تغلُّب التوسلات الرقيقة أو الحُجج الدامغة، أو نفوذ مشيئة عُليا تكسر الإرادة العاصية. لكن طاعة الرب لم تكن من هذا الطراز. فقد كان طعامه أن يعمل مشيئة الذي أرسله «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت، وشريعتك في وسط أحشائي» ( مز 40: 8 ).

ونلاحظ أن روح الله في شهادته لطاعة المسيح، يعبِّر عن طابعها بلفظ عجيب فريد نفهم منه كيف كان يحكم طرق سيدنا وأقواله ما كان يسمعه من الله. وبهذا شهد النبي مقدَّمًا «يُوقظ كل صباح، يوقظ لي أُذنًا لأسمع كالمتعلمين» ( إش 50: 4 ). وتبارك اسم سيدنا فإنه ما انحرف قط عن سبيل وموقف الاعتماد المستمر على الله. فهذا بعض قوله: «لا يقدر الابن أن يعمل من نفسهِ شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل ... لأني لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة الآب الذي أرسلني» ( يو 5: 19 ، 30).

وما كان قط ولن يكون على الأرض مثل هذه الطاعة، ولا في السماء. فلئن كانت مشيئة الله تتم هنالك، فما الملائكة في إتمامها إلا مُنفذين للغرض من خلقهم في «سماع صوت كلامه». بيد أن هذا الإنسان الطائع، إنما هو ابن الله الحبيب الذي به سُرّ. وقد كان مجد شخصه الذي لا يُدانى هو الذي أضفى السمو على الطاعة العديمة النظير، بغض النظر عن الظروف المُضادة الأليمة التي تمت فيها تلك الطاعة حتى الموت، ويا له من موت! فالابن الأزلي هو الحاكم على الكل. ومن أدق المخلوقات على الأرض حجمًا إلى طغمات رؤساء الملائكة في الأعالي، ما كان ولن يكون لأحدها أن يتحرَّك إلا بأمره. ومع هذا فقد وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. وا عجبًا أن ابن الله يصير عبدًا ويتعلَّم الطاعة مما تألم به! وتبارك اسمه فقد تعلَّم الدرس إلى التمام. فمن البداية حتى النهاية لم يكن هنالك ضرورة لكلمة تحريض واحدة، إذ إنه فعل كل مسرَّة الآب بلا استثناء، وبغير تحفظ.

يا عجبًا مِن فضلِ مَن قامَ بمجدِ الآبْ
بعد اتضاعٍ طائعًا للموتِ والعذابْ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net