الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 يناير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم وروعة الطاعة
خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ ... وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً ... فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا ... وَقَامَ وَذَهَبَ ... ( تكوين 22: 2 ، 3)
لم تكن الطاعة بالنسبة لإبراهيم قرارًا انفعاليًا، بل كانت طابع حياته. وبصدد الامتحان الصعب ظهرت الطاعة في جمالها وروعتها: 1- «بكَّر إبراهيم صباحًا»: مع أن الله لم يُحدد ميعادًا لتنفيذ المأمورية، لكن كان إبراهيم يعلم أن أمور الله وأوامره لا تقبل التأجيل، فكانت طاعته فورية.

2- لم يُخبر أحدًا من البيت؛ لم يُخبر أحدًا من عبيده - مع أنهم سبق وأن خاطروا وحاربوا لأجله (تك14)، ولا أَخبَرَ كبير بيتهِ، مع أنه في يوم لاحق أُئتُمن على مأمورية في غاية الأهمية بالارتباط بزواج إسحاق (تك24). ولم يُخبر أيضًا أقرب مَن له وهي سارة امرأته. فليس مِن السهل أن يتفهم أحد آخر ما طلبه الله منه، فخشيَ أن يفسد أحدٌ طاعته.

3- «وشقق حطبًا لمُحرقة»: لم يأخذ إبراهيم الحطب، على أمل أن يشققه عندما يصل للجبل المقصود، بل لقد شقَّقَ الحطب قبل أن يبدأ المسير، لأنه كان يعلم أن الوقت فوق جبل المُريا في غاية الحساسية والخطورة، فما كان بإمكانه أن يفعله قبل التحرك قد فعله.

4- «أخذ بيده النار والسكين» (ع6): طبيعيًا أن يأخذ السكين، ولكن لماذا أخذ معه نارًا وهو الذي رأى أن السماء أمطرت نارًا وكبريتَا في تكوين19، وما أسهل أن يأتي الله بنار إن أراد؟! قد يكون هذا موقف المُجبَر على الطاعة، والذي يريد التنصل مما كُلف به، لكن ليس هكذا إبراهيم الذي لم تكن طاعته شكلية بل حقيقية، نابعة من القلب.

5- عندما أبصرَ الموضع، قال لغلاميه: «اجلسا أنتما ههنا مع الحِمار» (ع5): فلم يدع الغلامين يصعدا معه الجبل، وإلا لكانا أفسدا طاعته، فكان الغلامان لزوم الرحلة ذهابًا وعودةً فقط.

6- إجابته الحكيمة عن سؤال إسحاق، فهو لم يُخبره أنه المطلوب ليُقدَّم محرقة، لم يُخبره أثناء ثلاثة أيام المسير، ولا حتى عندما سأله: «يا أبي ... أين الخروف للمُحرقة؟». بل كانت إجابته: «الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني». فيا للحكمة!

7- «ربَطَ إسحاق ابنَهُ» (ع9): لماذا ربطه؟ ليضمن بقاءه على المذبح، وليتجنب أي رد فعل عكسي من إسحاق.

عزيزي: للطاعة جمالها وروعتها، وتزداد جمالاً كلما عَظُمَت التضحية والكُلّفة. ليتنا جميعًا نكون كذلك!

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net