الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 يناير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمة في البرية
هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي الْبَرِّيَّةِ، الشَّعْبُ الْبَاقِي عَنِ السَّيْفِ، إِسْرَائِيلُ حِينَ سِرْتُ لأُرِيحَهُ ( إرميا 31: 2 )
في تلك الليلة المأثورة حين اجتاز يهوه في أرض مصر لكي يضرب أبكار المصريين، أشفق على شعبه بفضل حمى دم حمل الفصح. وفي تلك الليلة وعد يهوه وعده المُثبت في السَّماوات «أرى الدم وأعبُرُ عنكم»، ولم يسمح لسيف المُهلك أن يقع على واحد منهم. وهكذا يُحدثنا إرميا 31: 2 عن «الشعب الباقي عن السيف»؛ سيف القضاء الإلهي.

وحين قادهم يهوه من بيت العبودية إلى شاطئ بحر سوف، وحين نظروا إلى الوراء ورأوا جيش فرعون يتعقبهم، وصرخوا بخوف بلا إيمان، لم يشأ الرب أن يتخلى عنهم، فشق البحر أمامهم بحيث صار ماء البحر «سورًا لهم»، فمشوا على اليابسة. أما أعداؤهم فقد غاصوا في أعماق البحر، بينما وقف شعب الله على الشاطئ الآخر مرنمين ترنّم النجاة. ولئن قال فرعون أنه يستل سيفه ويُبيدهم بيده، لكن الله نفسه الذي أنقذهم من سيف القضاء الإلهي، أنقذهم كذلك من سيف العدو.

على أن البرية كانت في انتظارهم. ولئن كانت إحدى مراحل معاملاته معهم قد انتهت ”وبقوا عن السيف“، وخلَّصهم، فماذا من أمر المستقبل؟ أَ يتركهم وشأنهم بعدما أنقذهم من القضاء ومن الأعداء؟ لو أنه – تبارك اسمه - تخلّى عنهم الآن، فيا للحسرة على إسرائيل! لكن حاشا، لأن «الشعب الباقي عن السيف، قد وجدَ نعمة في البرية». ويحدثنا موسى في سفر التثنية عن الرب بقوله: «وجَدَهُ» - أي يعقوب - «في أرض قفر، وفي خلاءٍ مستوحش خَرب» (تث32). وما هو مصير يعقوب هناك؟ يا لها من نعمة ”وجدها شعب الله في البرية“! إن مزمور105 الذي يُعدد أعمال الرب العظيمة التي صنعها معهم لإنقاذهم من أعدائهم، يُحدثنا كيف أن الشعب في البرية «سألوا فأتاهم بالسلوى، وخُبز السماء أشبعهم. شق الصخرة فانفجرت المياه. جرَت في اليابسة نهرًا».

والأمر كله – بداية ونهاية – هو نعمة خالصة. فالنعمة التي استبقتهم من السيف، وهي التي عَالتهم في البرية، هي التي أدخلتهم آمنين في أرض الموعد آخر المطاف. ومع أنه كان لزامًا عليهم أن يحاربوا كثيرًا قبل أن تستقر بطون أقدامهم في ذلك الميراث، فليس بقوتهم الشخصية كانوا يحاربون، بل هي نعمة إلههم هي التي أدخلتهم الراحة كقول الرب على فم إرميا «حين سِرت لأُريحهُ»، أو كما يقول يشوع «فأراحهم الرب حواليهم» ( يش 21: 44 ).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net